تقديم المقال:
تشهد المجتمعات الإنسانية المعاصرة مع بداية الألفية الثالثة انفجارا معرفيا ، مدفوعاً بقوة صناعة المعرفـة Knowledge Industry الذي تمخض عنه ثورة علمية وتكنولوجية ، نتج عنها العديد من المتغيرات والتطورات السريعة المتلاحقة في شتى مجالات الأنشطة الإنسانية ، كما صَعَّبت على المجتمعات البشرية ملاحقتها أو إدراك أبعادها ، و ترتب عليها ظهور العديد من المشكلات التي تصادف الأفراد في حياتهم اليومية ، الأمر الذي يفرض عدم تجاهلها أو التغاضي عنها بأي عذر من الأعذار ، فقد استطاعت المعلومات أن تحل محل الاقتصاد باعتبارها المطلب الذي لا غنى عنه للحياة البشرية ولبقاء الإنسان ورخائه .
ومن هنا تبذل المجتمعات الإنسانية النامية أو المتقدمة جهوداً كبيرة لتوظيف "ثورة المعلومات" المعاصرة لإتاحة الفرصة لأفرادها للانتفاع بما تحويه من معارف ومهارات ومن ثَمَّ توظيفها لمواجهـة مشكلاتهم ، الحالية والمستقبلية ، العملية والعلمية منها ، وخاصة أن هناك العديد من الشواهد التي تدل على أن القرن الحادي والعشرين يحمل الكثير من التحديات التي سوف تغير العالم تغيراً سريعاً من حالته الراهنة إلي حالة أكثر تقدماً .
وعلى الرغم من التغير السريع للمعارف الإنسانية إلا أن عمليات التطوير التربوي تأخذ وقتاً طويلاً، الأمر الذي فرض ضرورة البحث عن فكر جديد ، حتى يتمشى تطوير التعليم مع متطلبات مجتمع المعلومات، وأن يواكب هذا التطوير التغييرات المذهلة لعصر المعلومات ( 1، 138 )، خاصة بعد أن اختلف مفهوم التعليم في عصر العلم والمعلوماتية، وارتفعت أهميته ، وأصبح استثماراً وليس خدمة ، فلم يعد التنافس بين القوى العظمى حول تملك الأسلحة والعتاد، بل أصبح التعليم هو ميدان المنافسة بين الكبار ( 3 ، 151 ) .
-------------
تحميل المقال
التطبيقات والأساليب الناجحة...pdf
ستجدات الجغرافيا التطبيقية
إرسال تعليق