الغلاف الجوي هو واحد من العناصر الأكثر هشاشة في
النظام البيئي. لطالما أحب العالم الأمريكي كارل ساجان مقارنة طبقة الغلاف الجوي ب"طبقة من الطلاء على الكرة الأرضية. إنها دقيقة للغاية
إلى درجة أن النشاط البشري يؤثر على تكوينها".
الإشعاع الشمسي يرفع من درجات الحرارة على الأرض، على شكل
موجات الضوء. يتم امتصاص الأشعة تحت الحمراء من قبل المحيطات بنسبة 90%.
وتنعكس على جليد البحر القطبي الشمالي بنسبة %90. و يتم الاحتفاظ بجزء من
الإشعاع في طبقة الغلاف الجوي بسبب تركيز عال من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
تشمل انبعاثات الإنسان من غازات الدفيئة أساسا ثاني أكسيد الكربون CO2 والميثان CH4.
إنها تمثل "الدرع"، الذي يمنع بعض أشعة الشمس ويسبب ظاهرة
الاحتباس الحراري.
منذ فترة ما قبل التصنيع، وتركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي يزيد
بسبب الأنشطة البشرية. كما زادت منذ 1880 درجة حرارة سطح الكرة الأرضية بمعدل 0.85
درجة مئوية. وارتفعت مستويات سطح البحر بمعدل 19 سم.
خلال العام الماضي، أفضت التدابير المتخذة في جميع أنحاء العالم إلى
المعرفة المسبقة بمواعيد محددة ستعرف ارتفاعا غير طبيعيا لدرجات حرارة.
كشفت الوكالة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) في تقرير صدر مؤخرا أن سنة 2015 كانت الأكثر دفئا على الإطلاق منذ بدء القياسات
في عام 1880.
تتسبب ظاهرة الاحتباس الحراري في إحداث تغييرات في الطبيعة:
تزايد الجفاف والحرائق والفيضانات، أو العواصف الشديدة. الكثير من الأراضي والجزر
والمدن مهددة بأن تغمرها المياه. إلى جانب جزر في المحيط الهادئ، بما في ذلك جزر
مارشال، جزر بولينيزيا وجزر المالديف (المحيط الهندي) وأجزاء من آسيا (فيلبين،
إندونيسيا). هذا ينطبق أيضا على مدن كبرى مثل ميامي ونيويورك وطوكيو وسنغافورة
وأمستردام أو روتردام.
لحماية الساكنة القاطنة بالمناطق المعرضة للخطر، يجب إنشاء نظم
للإنذار المبكر للكشف عن أي كارثة مناخية لتحذير الشعوب وحمايتها.
يجب العمل في مجال الحماية، وأيضا في الإطلاق السريع للإجراءات
المقترحة، من طرف خبراء GIEC، لتفادي تطور الظواهر التي تسببها التغريات
المناخية.
ولهذا، فإنه إذا لم نعمل سويا على مواجهة هذه التغيرات، وهو
السيناريو الأكثر تشاؤما في توقعات الخبراء، ففي غضون عام 2100، يتوقع الخبراء
ارتفاعا لمياه البحر يصل إلى متر. كما ستصل مقاييس الحرارة إلىدرجات غير
مسبوقة فوق سطح الأرض، أي بين 1 و 9 درجات أعلى من تلك المسجلة حاليا.
و يتوقع أن يرتفع متوسط درجة الحرارة على سطح الكرة الأرضية إلى 5.4 درجة مئوية.
الديموغرافيا
والطاقة والمناخ: ثلاثة عناصر
تم تحليلها في دراسة أجرتها جامعة A&M بتكساس
كان الكوكب يعد 1.6 مليار نسمة في عام 1900، و حاليا 7.2 مليار
نسمة. في نهاية القرن، ما يقارب 10.9 مليار من البشر سيعمرون كوكب الأرض، وفقا
لتقديرات الأمم المتحدة. هذا ناقوس خطر دقه جلين جونز وكيفن وارنر من جامعة A&M بتكساس في دراستهم التي تدور حول ثلاثة عناصر رئيسية هي:
الديموغرافيا والطاقة والمناخ.
في أوائل القرن العشرين، كانت احتياجات الطاقة العالمية 6.400 مليار
كيلواط في الساعة. اليوم تصل هذه الاحتياجات إلى 150.000 مليار كيلووات في الساعة.
وقدر الباحثان تطور استهلاك الطاقة إلى 21.100 كيلواط في الساعة للشخص الواحد
سنويا. في الوقت الراهن، 20% من الناس في العالم يفتقرون إلى الكهرباء. و يستهلك
الإنسان الأوروبي 37000 كيلووات في الساعة سنويا والأمريكي حول 83.000 كيلواط في
الساعة سنويا.
يشير الباحثان أيضا إلى أنه أمام التطور السريع للساكنة في العالم
(9300 شخص يولد في الساعة) والارتفاع المتزايد عن الطلب على الطاقة الذي يرافقه،
يجعل من الإنسانية أمام تحديات لم يسبق لها مثيل.
ويكشف العلماء أن ما بين 1870 و 2010، بلغت انبعاثات ثاني
أكسيد الكربون الناتجة عن النشاط البشري إلى ما يقرب من 1900 مليار طن، بمعدل 4.1
مليون طن كل ساعة ويوميا. وعلى هذا المعدل، ستصل انبعاثات غازات الدفيئة
الناتجة عن النشاط البشري إلى 2900 جيغا طن في 2038.
و في ظل هذه المعطيات، يتوقع جلين جونز وكيفن وارنر، أن
يصل الإنتاج الطاقي إلى 320.000 مليار كيلووات في الساعة سنويا بحلول عام 2100.
يظهر الباحثون أنه لعدم تجاوز درجتين مئويتين في ارتفاع درجة الحرارة في جميع
أنحاء العالم، فإنه من الضروري أن يبدأ الإنسان في التحرك الآن. أفضت حسابات
الباحثان إلى أن حصة الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة يجب أن ترتفع إلى %50 بحلول
2028، و ذلك على الصعيد العالمي. و يتوجب على هذه النسبة الوصول إلى 87-94%من
مزيج الطاقة بحلول عام 2100.
المصدر: cop22.ma
إرسال تعليق