حقيقة وجود الماء فوق كوكب المريخ


في مقال لوكالة ناسا مترجم باللغة العربية على موقع ناسا بالعربي فسرت من خلاله الخطوط الداكنة الضيقة على المنحدرات المريخية، كتلك التي على "فوهة هيل" (Hale Crater)، بأنها تشكلت عبر التدفق الموسمي للمياه على المريخ المعاصر. وهي تقريبا بطول ملعب كرة قدم.

وقد استُمدت الصور والمعلومات الطوبوغرافية في هذا المشهد المعالج ذي الألوان الزائفة، من مطياف تصوير التجربة العلمية فائق الدقة (HiRISE)، الموجود على متن مسبار استكشاف المريخ (Mars Reconnaissance Orbiter) التابع لناسا.
تدعى هذه السِمات الداكنة على المنحدرات بـ "المنحدرات المتكررة" (recurring slope lineae)، أو اختصارا (RSL). وقد رصد علماء الكواكب، باستخدام أرصاد مستمدة من "مطياف التصوير الاستطلاعي المدمج" (Compact Reconnaissance Imaging Spectrometer) الموجود على متن نفس المسبار، أملاحاً رطبة على هذه المنحدرات في فوهة هيل، ما يؤيد فرضية أن الخطوط قد تشكلت بواسطة المياه السائلة المالحة.
وقد تم إنتاج هذه الصورة، أولاً، من خلال بناء نموذج حاسوبي ثلاثي الأبعاد خريطة تضاريس رقمية للمنطقة بناءً على المعلومات الستيريوية من مشاهدتيْن قامت بهما HiRISE، ثم إضفاء صورة زائفة الألوان على النموذج المشابه لشكل الأرضية. وكان البعد العمودي مبالغاً فيه بمعامل 1.5، بالمقارنة مع الأبعاد الأفقية. وتسجل الكاميرا السطوع في ثلاثة حزم من الأطوال الموجية: الأشعة تحت الحمراء، الحمراء، والخضراء-الزرقاء. أما الصورة المضافة، فقد أُنتجت من أرصاد HiRISE التي تحمل رقمESP_03070_1440.
يتم تشغيل أداة (HiRISE) من قبل جامعة أريزونا، توكسون، وقد صنعتها شركة Ball Aerospace & Technologies Corp في بولدر بولاية كولورادو. ويدير مختبر ناسا للدفع النفاث، وهو فرع من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا، مشروع مسبار استكشاف المريخ ومشروع مختبر علوم المريخ لصالح مديرية المهام العلمية التابعة لوكالة ناسا، في واشنطن.
وحسب مصادر آخرى تقر بوجد المياه علي سطح كوكب المريخ في صورة جليد غالبا، ويمثل الغطائين الجليديين في القطب الشمالي والجنوبي للكوكب معظم الجليد الموجود على السطح، ويوجد أيضا بعض الجليد في صخور القشرة المريخية، وكما توجد نسبة ضئيلة من بخار الماء في الغلاف الجوي للكوكب، وفي يوم 29 سبتمبر 2015 أعلنت وكالة ناسا للفضاء رسميا عن وجود مياه سائلة مالحة متدفقة على سطحه.
يرجع وجود الماء في صورة جليدية إلى الظروف المناخية لكوكب المريخ حيث درجات الحرارة المنخفضة جدا، والتي تؤدي إلى تجمد المياه الفوري، ومع ذلك فقد أكدت الدراسات ان الوضع على سطح كوكب المريخ كان مختلفا كثيرا عما هو عليه الأن ولربما كان يشبه كوكب الأرض حيث كانت توجد المياه السائلة في مساحات كبيرة من سطح الكوكب مشكلة محيطات مثل المحيطات الموجودة الآن على سطح الأرض.
توجد الكثير من الدلائل المباشرة وغير المباشرة على هذه النظرية منها التحليلات الطيفية لسطح تربة المريخ وأيضا الغطائين القطبيين الجليديين وأيضا وجود الكثير من المعادن في قشرة المريخ والتي أرتبط وجودها على سطح الأرض بوجود المياه، ومنها أوكسيد الحديد Hematite وأوكسيد الكبريت Sulfate والجوثايت goethite ومركبات السيليكا phyllosilicate .
لقد ساعدت كثيرا مركبات ورحلات الفضاء غير المأهولة إلى المريخ في دراسة سطح الكوكب وتحليل تربته وغلافه الجوي، ومن أكثر المركبات التي ساعدت على ذلك مركبة "مستطلع المريخ المداري mars reconnaissance orbiter" على تصوير سطح المريخ بدقة عالية وتحليل سطح الكوكب بفضل وجود كاميرا عالية الجودة HiRISE كما كشفت عن فوهات البراكين المتآكلة ومجاري الأنهار الجافة والأنهار الجليدية.
كما كشفت الدراسات الطيفية بأشعة غاما عن وجود الجليد تحت سطح تربة المريخ أيضا، وكشفت الدراسات بالرادار عن وجود الجليد النقي في التشكيلات التي يعتقد أنها كانت أنهار جليدية قديمة، حيث أن المركبة الفضائية "العنقاء phoenix" التي هبطت قرب القطب الشمالي ورأت الجليد وهو يذوب الجليد، وشهدت تساقط الثلوج، ورأت حتى قطرات من الماء السائل.
يعتقد أن المريخ كان يحتوي على كميات وفيرة من المياه والتي سقطت في الماضي عن طريق الثلوج والأمطار، وصنعت أنهاراً وبحيرات ومحيطات وترسبت نتيجة ذلك كميات كبيرة من الطمى. ومن المحتمل ان تكون قد وجدت حياة على سطح المريخ، ومع إن درجة الحرارة على سطح المريخ منخفضة جدا فمازال بالإمكان تواجد المياه في صورة سائلة اذا وجدت أملاح وبالفعل توجد هناك أملاح على سطح الكوكب.
المصادر:
ناسا بالعربي
ويكيبيديا

نيويورك أطلس
وكالة ناسا
أطلس نيوز




*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم