لعل التغييرات المناخية الكبرى
والسريعة من أهم ما يميز الرباعي. ففي بداية هذا الزمن انخفضت الحرارة عما كانت
عليه خلال السينوزويك وتعاقبت فترات جليدية بفترات بيجليدية شملت القارات في
العروض العليا والوسطى وعلى إثر هده التحولات شهدت التوازنات الطبيعية والأنظمة
الإيكولوجية دينامية وحركية سريعة،
كما أن الحيوانات والنباتات قد استوطنت مجالات انتشار ذات حدود متدبدبة، أما الإنسان فكان يعيش في البداية متنقلا على شكل مجموعات ترحالية متفرقة معتمدا على الصيد والقطف أي الإقتناص (Economie de prédation) لينتظم بعد ذلك على شكل مجتمعات مستقرة تعيش على الزراعة والتدجين (Economie de production) في بداية الهولوسين أي في العصر الحجري الحديث Le Néolithique
كما أن الحيوانات والنباتات قد استوطنت مجالات انتشار ذات حدود متدبدبة، أما الإنسان فكان يعيش في البداية متنقلا على شكل مجموعات ترحالية متفرقة معتمدا على الصيد والقطف أي الإقتناص (Economie de prédation) لينتظم بعد ذلك على شكل مجتمعات مستقرة تعيش على الزراعة والتدجين (Economie de production) في بداية الهولوسين أي في العصر الحجري الحديث Le Néolithique
- تاريخ بعض المصطلحات
J.Desnoyer 1829 هو الأول الذي أطلق مصطلح الرباعي لتعريف توضعات بحرية
أحدث من أراضي الزمن الثالث لحوض باريز وفي 1839 اقترح C.Lyell تقسيم الرباعي وإطلاق اسم البليستوسين Pleïstocène للمرحلة التي
تشمل الإنجلادات الرئيسية. أما الهولوسينHolocène فقد أطلقه P.Gervais
للفترة بعد الجليدية.
بعد ذلك تم تقسيم البليستوسين حسب التغييرات المناخية المرتبطة بالإنجلادات
إلى أجزاء متفاوتة في مدتها الزمنية وهي البليستوسين القديم أو الأسفل،
البليستوسين الأوسط، ثم البليستوسين الأعلى أو الحديث. أما بداية الرباعي فيسمى
بالفيلافرانشي نسبة لفيلافرانكا بإيطاليا وقد أطلقه 1865 L.Pareto على توضعات
بحيرية وقارية أحدث من البليوسين. هكذا فالفيلافرانشي Villafranchien يغطي فترة زمنية طويلة تشمل نهاية
البليوسين وبداية البليستوسين.
- I الجدل حول نهاية النيوجين وبداية البليستوسين
تعريف الرباعي تعريف مناخي من الدرجة الأولى، لكن حدوده السفلى تبقى صعبة
التحديد بالدقة المطلوبة لأن عدة مؤشرات للبرودة والإنجلاد يمكن اعتمادها
وقد أعطت تواريخ متباينة من 1,5 م سنة إلى 2,4 ، 2,5 م سنة
- 1 المقطع النموذجي فريكا Vrica
:
في المؤتمر العالمي للجيولوجيا بلندن 1948 والجزائر 1952 تقرر على أن بداية
الرباعي تطابق التغييرات الكبرى للمناخ (انخفاض الحرارة) التي سجلت في النصف الشمالي من الكرة
الأرضية (اوروبا) عند 1,8م
سنة، ويطابق هذا التاريخ على سلم الباليومغناطيسية حادث اولدوفاي Olduvai . وفي سنة 1984
صادق الإتحاد العالمي للعلوم الجيولوجية على هذا التاريخ بكيفية قطعية وحاسمة وذلك
في مؤتمر موسكو وقد اتخذ مقطع Vrica بإيطاليا كمقطع نموذجي. علما أن أولى
الشعاعياتRadiolaires الباردة في
هذا المقطع عمرها لا يزيد عن 1,5 م سنة إلا أن أدلة مورفلوجية وجيودينامية
تؤكد على أن أولى الإنجلادات وقعت عند 2,4 م سنة. في مقطع Vrica قاعدة
المتتالية للبليستوسين تطابق مستوى الطين والمارل الذي يغطي طبقة الحمأ Sapropèle وهو عبارة عن
وحل غني بالمادة العضوية niveau repère) ( ونلاحظ ظهور
أستراكودا بحرية باردة من نوع Cytheropteron testudo وهي تدل على
المرور لفترة باردة.
جدول1 التقسيمات
الأساسية للرباعي
بتصرف عن:
J
Riser. 1999 : Le Quaternaire, Géologie et milieux
naturels .
Agesالعمر
|
Etages
géologiquesالأطباق الجيولوجية
|
Paléomagnétismeالباليوميغناطيسية
|
آلاف
السنين
Miliers
d’années
0
10
50
100
150
|
Holocène
الهولوسين
|
Brunhes
|
Pléistocène
récent
البليستوسين الأعلى أو الحديث
|
||
Pléistocène
moyen
|
||
700
1000
1500
2000
2500
3000
4500
|
البليستوسين
الأوسط
|
|
Pléistocène
ancien
البليستوسين
الأسفل أو القديم
الرباعي
القديم فيلافرانشي
2400 بداية الرباعي
|
Matuyama
|
|
Plio-Villafranchien بليوفيلافرانشي |
||
بداية البليستوسين في مقطع Vrica حدد بكيفية نسبية تقريبا في 1,65م
سنة. ثم بعد ذلك تم إرجاع هذا التاريخ إلى 1,806 مليون سنة ليتناسب مع الحادث
الباليوميغناطيسي لألدوفاي. وفي الحقيقة فإن طبقة الحمأ التي تؤرخ لبداية
البليستوسين توجد 3 إلى 6 أمتار فوق حدود ألدوفاي، وحسب معدل الترسب في هذا الجزء
من المتتالية فإن حدود البليستوسين الحقيقية هي 1,65 م سنة تقريبا. إضافة
إلى الأستراكودا، يمكن الإعتماد في عملية التأريخ على مستحثات استراتيغرافية
مجهرية دقيقة calcaires
Nannofossiles أهمها :
الكوكوليث Coccolithes وهي طحالب
أحادية الخلية 0,01 ملم نذكر منها Géphyrocapsa الذي يظهر
لأول مرة في بداية البليستوسين.
ألديسكوأسترز Discoasters (نوع من
البلانكتون) تنقرض في نهاية السينوزويك و نخص بالذكر هنا Discoaster Brouweri
.
أما بالنسبة للمنخرباتForaminifères فتنقرض Globogérinoides Datums
Obliquus Extremus و تظهر Globogérinoides
Tenellus . أما Globorotalia Menardii فقد كانت
تشكل مجموعة جد متنوعة قبل البليستوسين وقد تحولت بعد ذلك إلى مجموعة متشابهة مع
ازدياد في الحجم .
2- مؤشرات الإنجلاد عند 2,4 و2,5 مليون سنة :
وعلى كل فإن حادث أولدوفاي 1,8م سنة تم الإحتفاظ
به كحد علوي للبليوسين وكبداية للبليستوسين. وفي مؤتمر بيكين 1991 وبرلين 1995
تبين أن حدود 1,806 وانقراض الديسكوأسترز ليس بقطيعة واضحة وأساسية في
السجلات الرسوبية المحيطية والقارية كما يصعب تحديدها (بكيفية طبيعية). بل أكثر من ذلك فهي لا تؤرخ
لمرحلة الانتقال المناخي Transition climatique فالبليوسين
يبدأ بفترة حارة وينتهي بفترة باردة تمتد خلال الرباعي. أما الإنجلاد الأول فقد
وقع قبل حادث ألدوفاي عند 2,4 أو 2,5 مليون سنة. هذا التاريخ مبرر بتحولات
الميكرو- وحيش في الأطلنتي والهادي الشمالي و المقترن بتحولات نظيرية Isotopiques في الأكسجين
الموجود في المستحثات المجهرية البحرية(المنخربات). على ضوء هذه المستجدات تم الإتفاق
على جعل بداية الرباعي تمتد لتطابق على سلم الباليوميغناطيسية حدود الفترة العادية
ل Gauss والمعكوسة ل Matuyama يعني 2,4 م
سنة، هذا الإختيار ساعدت فيه مجموعة من الظواهر والأحداث التي وقعت وتم الربط
بينها في عدة أنحاء من العالم. فا لتغيرات المناخية أصبحت سريعة وظهر القر والبرد وكذلك
الجفاف كما هو الشأن في الصين وفي أوروبا الوسطى ومنخفض التشاد، وبدأ توضع اللوس Loess في الصين
والألاسكا. أما وحيش ونباتات الزمن الثالث فقد تختفي بكيفية فجائية. كما أنَ دراسة
رواسب المحيط الأطلنتي في عمق إيرلاندا أسفرت عن وجود مواد قارية Dropstonesحملتها خارجا
إلى البحر لمسافات بعيدة جبال جليد (جلادة عائمة) انفصلت عن الواح جليدية على
الشاطىء عند 2,4 م سنة (Schakelton et al, 1984) . أما الغابات
فقد اختفت في المجال المتوسطي لفرنسا وانخفض مستوى البحر وغطت الجلادات شمال
اوروبا. كما أن حبوب اللقاح تدل على وجود التوندرا أو سهوب(الإستبس) شبه أركتيكية بالأراضي
المنخفضة. إذن فالجلادات همت العروض العليا والوسطى وكذلك الجبال. أما السلاسل
الجبلية للزمن الثالث فقد تعرضت لأزمة انتهاضية عنيفة أدت إلى تشويه التوضعات على
أقدامها، وتعرضت التبت والهيملايا للرفع تمخضت عنه توضعات خشنة هامة. وانتشر
الجفاف على هضاب التبت بينما أصبحت دينامية التيارات الموسمية قوية على
الهيملايا.وقد أدت التغييرات المناخية من جهة والحركات التكتونية من جهة أخرى إلى
تغيير ملامح التصريف والجريان، هذا الأخير بدأ ينتظم على المحاور التي سيتطور
عليها خلال الرباعي، وأخيرا بدأ الإنسان (البشريات) ينتشر على سطح الأرض. هذا
الإنسان، كعنصر من عناصر الوسط الطبيعي، لم يكن ثأثيره في البداية محسوسا حتى عصر
البرنز 1700 قبل الحالي. حيث ضغط المجتمعات الإنسانية على المجال كما هو الشأن في
السهول المتوسطية Ph.Leveau et
M. Provensal 1993) )
3- الإقتراحات الحديثة :
لقد كان الرباعي يشكل في البداية حقبة زمنية Ere كامتداد
طبيعي لتقسيم الزمن الجيولوجي إلى حقب : الزمن الأول، الثاني، الثالث والرابع
إضافة إلى ماقبل الكمبري. لكن بعد هذا اكتشفت مستحتاث في ماقبل الكمبري، ولهذا تم
التخلي عن هذا التقسيم واحتفظ بالرباعي كنظام جيولوجي بعد النيوجين.إلا أن اللجنة
الدولية للإستراتيغرافيا ISC قامت بتحيين سلم التقويم الزمني
الإستراتيغرافي Echelle
chronostratigraphique وفي نشر حديث لهذا السلم جدول 2 (Gradstein et al 2004) تم التخلي عن
الرباعي كنظام وكفترة ، أما النيوجين فقد امتد إلى الحالي. إلا أن هذا لا يحظى
بالإجماع عند
Ere eratheme |
Sub ére Sub eratheme |
Periode Système |
Epoque Série |
||
Cénozoique |
Quaternaire 2,59 Ma |
Néogène 23,03 Ma |
Pleistocène
1,8 Ma |
||
Pliocène
5,33 Ma |
|||||
Tertiaire 65,5 Ma |
|||||
miocène
|
|||||
Paléogène |
Oligocène
|
||||
Eocène
|
|||||
Paléocène
|
علماء
الرباعي Les
quaternaristes .
جدول 2 Tableau de
Gradsteïne et al
2004
على إثر صدور هذا الجدول، اتخذت
اللجنة الوطنية الفرنسية : (INQUA et AFEQ CNF- ) موقفا موحدا
وأصدرت توصيات في فبراير 2006 وهي كالتالي :
أ - يجب أن يشكل الرباعي وحدة زمنية-ستراتيغرافية في مستوى النظام/فترة
ب- تحول بداية الرباعي إلى قاعدة الجيلازي Gélasien الطور الإيزوتوبي البحري MIS 103
ج- حدود البليوسين في 2,6م سنة وتلائم بداية( الفترة /نظام) الرباعي.
في المؤتمر الدولي INQUA الذي انعقد في أستراليا 27/ 7 /2007
كان من بين نقط جدول الأعمال :
- تحديد وتعريف
الرباعي كحقبة Ere ، Sous Ere، نظام.......
- التأكيد على
الحدود الزمنية مع النييوجين داخل السينوزويك
- وأخيرا حدود
البليستوسين الأعلى والأوسط والأسفل وحدود الهولوسين.
وكان الإقتراح الأخير للجنة الدولية للإستراتيغرافيا) ( Cairns Australie 7/2007والذي يِؤيده
الرباعييون كالتالي : الجدول 3
+ قاعدة الرباعي تطابق الحدود السفلى للجيلازي، حيث المقطع
النموذجي Stratotype له يوجد في
جيلا Gela بسيسيليا الإيطالية.
+ حدود الجيلازي تعني 2,59 م سنة الذي يوافق الطور الإزوتوبي
MIS 103 ، (20 الف سنة بعد الحادث الباليوميغناطيسي Gauss-Matuyama
. علما أن الأوج الأول للبرودة (الإبتراد) يعود
للطور الإيزوتوبي MIS 110 المؤرخ
ب 2,73 م سنة .
+ تعريف الرباعي كنظام/فترة يتبع النييوجين (مع التخلي عن
مصطلح الثلاثي) .
+ البليوسين الأعلى (الجيلازي) يدمج في البليستوسين
الأسفل (Lowest-Pleistocène)
أي : Pleistocène le plus inf Le
من خلال ماسبق يجدر بنا طرح عدة تساؤلات :
فالملاحظ أن قاعدة الجيلازي أحدث من الموجة الأولى للبرودة (أوج عند 2,73 م
سنة MIS 110
) الذي يوجد داخل البليزانسي، فهل سنبقي على الحدود
التاريخية 1,8 م سنة؟ أو نتراجع إلى قاعدة الجيلازي 2,6 م سنة؟
ألا يجب أن نعيد النظر مرة أخرى ونعتمد 2,7 م سنة الذي
يوافق الموجة الأولى للبرودة ؟
أم أنه يجب تغيير قاعدة الجيلازي إلى 2,7 م سنة !
وفي المؤتمر العالمي للجيولوجيا الذي انعقد بأوسلو غشت 2008 تقرر أن وضع
قانون لهذه الفترة الجيولوجية ستشرف عليه اللجنة الدولية للإستراتيغرافيا
والإتحاد العالمي للعلوم الجيولوجية CIS و IUGS . وقد تم الإعتراف بالرباعي كنظام /فترة
في السلم الجيولوجي داخل حقبة/إيراتيم الكينوزوي (Cénozoique ). أما حدود الرباعي فتم التصويت عليها بحيث
أن في صيف 2009 تقرر ربط الجيلازي بالرباعي لتكون حدوده هي
2,59م سنة.
ويرى الباحث(Ph. Brugal
2007 J.) أن الحدث الذي علينا أن نتبناه لتحديد قاعدة
الرباعي يجب أن يكون مرتبطا بالإنسان من حيث ظهور( الفكرة المبتكرة ) أي الإدراك
والتصور " La pensée conceptuelle
" الذي يتمثل في صنع الأدوات عند 2,6 م سنة . وفي سياق
بداية الرباعي من الجيلازي ندرج دراسة حديثة حول الأسماك، وذلك بالإعتماد على Les otolithes حصية الأذن.
هذه الأخيرة تكون فريدة ومتميزة عند كل نوع من الأسماك. وقد خلصت الدراسة على أن
أصناف الأسماك الأطلنتية اجتاحت البحر الأبيض المتوسط انطلاقا من البليزانسي
الأعلى. هذا الإكتساح تفاقم في الجيلازي (حتى البليستوسين الأوسط والأعلى). أسماك
الأعماق في المتوسط آنذاك مكونة من أصناف مثيلاتها حاليا تميز المياه
الباردة في المحيط الأطلنتي الشمالي.( Angela Gironne et al .2005 )
II - العصور الجليدية القديمة
شهدت الأرض عدة انجلادات قبل الرباعي، وأقدم الشواهد لها تعود للعصر الهوروني Huronien 2,3 مليار سنة
حيث كانت اليابسة تشكل قارة واحدة تسمى الكوندوانا Gondwana . ونذكر كذلك انجلاد فارانجي Varanger 600
-800 م سنة حيث أصبحت الأرض كلها تحت الجليد في فترة تسمى Cryogénique
Le وقد اعتمدت نظرية تفسير هذا الإنجلاد على الإنخفاض الحاصل في نسبة ثاني أكسيد
الكربون في الأتموسفير بسبب تكتونية الصفائح : فتشقق القارة الكبيرة (Super continent Rodina) التي انبثقت
عنها أستراليا والأنتاركتيكا ، صاحبه تدفق كبير للبازالت، وعند تفسخ هذا الأخير
استنفد كمية مهمة من CO2 . زيادة على
هذا، فإن الأمطار غسلت كمية من CO2 الموجود في الهواء وجرفته في اتجاه المحيطات ليتجمع على
شكل صخور كلسية وبالتالي تناقص عامل الدافئة هو السبب في انخفاض الحرارة. أما
الجليد بدوره فقد أدى إلى زيادة الإبيضاض، وانعكاس مهم لأشعة الشمس.
حسب هذه النظرية نهاية الإنجلاد ناتجة عن غبار بركاني غطى الجليد مما أدى إلى
انخفاض في الإبيضاضAlbedo ، كما أن البراكين قدفت نسبة مهمة من ثاني أكسيد الكربون مما زاد
من عامل الدافئة. نظرية أخرى ترى أن نهاية هذا الإنجلاد الذي دام بين 3 و 12 مليون
سنة مرتبط بنشر غباري نيزكي على الجليد الذي يغطي البحار الإستوائية، وترتكز هذه
النظرية على نسبة عنصر ألإيريديوم Irridium الموجود في صخور في إفريقيا الوسطى. (Rev. La Recherche 2005). آخر عصر
جليدي يسمى بانجلاد الفورم في أوروبا Wurm . بدأ هذا الإنجلاد منذ 110 ألف سنة
تقريبا ووصل أوجه عند 20 ألف سنة حيث غطى الجليد العروض العليا والوسطى. وقد
أدت المياه المجتمعة على شكل جليد إلى هبوط مستوى البحر ب 120 متر تقريبا فكان خط
الساحل القديم جد مغاير للخط الحالي. وعلى هامش الكتل الجليدية (فرنسا) مثلا
تمتد مناطق التوندرا والأتربة الجليدية Pergélisol - الظرء الديوم – كالتي نصادفها في
روسيا وكندا ويعيش عليها وحيش من نوع بارد كالماموث والرنة . أما نطاق الغابات فقد
تحول في اتجاه الجنوب ب 200 كلم تقريبا.
جدول3 -
التقويم الزمني الإستراتيغرافي للرباعي والمقترح 7/ 2007 بأستراليا
حقبة
Ere
إيراتيم Erathème |
فترة
Période نظام
Système
|
عهد
Epoque
سلسلة Série |
عمر
Age
طابق Etage |
|
السينوزوي
Cénozoique
|
الرباعي
Quatérnaire
|
الهولوسين Holocène
|
11,7 |
|
البليستوسين
Pleïstocène
|
PLeistocène
sup 120 |
|||
PLeistocène
moy 780 |
||||
PLeistocène
inf |
1,8
|
|||
Gélasienالجيلازي
2,59
|
||||
النييوجين
Néogène
|
بليوسين Pliocène
|
Piacenzien
ou Plaisencien ou Astien
3,6
|
||
Zancléen
5,33 |
||||
ميوسين Miocène
|
23,03
|
|||
البالييوجين
Paléogène
|
أليكوسين Oligocène
|
65 |
||
إيوسين Eocène
|
||||
باليوسين Paléocène
|
- IIIأسباب الإنجلادات والتغيرات المناخية
هذه الأسباب غير معروفة كليا بكيفية دقيقة، ولكن يمكن أن نورد بعض الفرضيات
التي تتداخل فيما بينها لتفسر هذه التغييرات المناخية على المدى البعيد. أهم هذه
الأسباب فلكية مرتبطة بتغيرات في المعلمات المدارية للأرض أوما يعرف ب دورات
ميلانكوفيتش. Cycles de
Milankowic
-1نظرية ميلانكوفيتش :
اقترحها ميلانكوفيتش بين 1911 و 1941 وقد تأكدت صحتها بدراسة نظائر O18. حسب هذا العالم
فالتغييرات المناخية والإنجلادات تنتج أساسا عن تغيير في شكل مدار الأرض حول الشمس
(انحراف المركز) Excentricité
de l’orbite terrestre من جهة، وعن تغييرات في ميلان محور
الأرض (الميلان) Obliquité ، إضافة إلى الحركة البدارية أي
التغير التدريجي لإتجاه محور دوران الأرض (تقدم المحور) Précession .
أ - انحراف المركز : إن مدار الأرض حول الشمس إهليليجي الشكل إلا أن هذا
المدار ليس ثابتا بل إنه يتغير في دورات تبلغ مدتها 90 إلى 100 ألف سنة. لهذا
فهناك فترات يكون فيها هذا المدار بيضاويا أكثر مما هو عليه اليوم، فيكون الفرق في
الإشعاع المسلط عند الحضيض والأوج أكبر (الإشعاع الشمسي الذي تستقبله الأرض). فالأرض تكون
أقرب إلى الشمس في بعض أوقات العام فتتلقى كمية أكبر من الطاقة (وضعية الحضيض) = (Périhélie) مقارنة مع
وضعية الأوج عندما يكونا أبعد ما يكون (Aphélie). ففي الحضيض تستقبل الأرض زيادة من
الطاقة تقدر ب20 حتى 0 %3 من الأوج. عندما يتزامن الصيف مع الحضيض والشتاء
مع الأوج فإن الأرض تتلقى كمية كبيرة من الطاقة في الصيف وأقل في الشتاء، فيكون
الصيف حارا والشتاء باردا ( Etés chauds et hivers rudes). وعندما يحدث
العكس كما هو الشأن حاليا في النصف الشمالي للكرة الأرضية فإن هذا يجعل الفصول أقل
حدة : فالأرض تتلقى
كمية أقل من الطاقة في الصيف وأكثر في الشتاء (Hivers doux et étés frais ).
إن تطابق منحنيات نسبة النظائر O18/O16 في تنقيبات جليدية في
الأنتركتيكا forage de
Vostok مع دورات ميلانكوفيتش تعد دليلا على تأثير الثوابت
الفلكية على مناخ الأرض، ففي المليون سنة الأخير كان المناخ يتأثر بدورات تبلغ
مدتها 100 ألف سنة (90 ألف سنة للإنجلاد و 10 ألف سنة للذوبان) ولكن قبل هذا
فالدورة كانت في حدود 40 ألف سنة وهنا يظهر التأثير المباشر لميل محور الأرض. من
كل هذا يتبين أن الفترات الجليدية تستغرق زمنا أطول بكثير من الفترات الدافئة لأن
الإبتراد يكون تدريجيا بينما الإحترار فيكون سريعا.
ب - ميلان محور الأرض : إن ميلان محور الأرض ليس ثابتا بل يتغير
من 21°8’إلى 24°4’ضمن دورات زمنية في حدود 41 ألف سنة، ويعتبر هذا العنصر
مؤثرا في كمية الإشعاع الذي تتلقاه الأرض عند عرض 65 حيث يعد السبب الرئيسي في
ذوبان الجلادات. الأرض حاليا لها ميل 23°,5 (تأثير الكواكب الأخرى على الأرض). إن
ميلان الأرض له تأثير مباشر على الفصول : فعندما يكون الميلان قويا بالنسبة للشمس
فالفصول تكون أكثر حدة ( فوارق مهمة بين الصيف والشتاء). وعندما يضعف الميل فإن التباينات
تكون أقل. إلا أن هذا التأثير يظهر فقط عندما نبتعد عن المناطق الإستوائية.
عندما يتناقص الإشعاع الشمسي الذي تتلقاه الأرض في الصيف في العروض
العليا (ميل محور الأرض ضعيف) للنصف الشمالي للكرة الأرضية، فإن الجليد المتساقط
في الفصل البارد لا يدوب كليا وهكذا سيتراكم سنة بعد أخرى وسيعكس أكثر فأكثر أشعة
الشمس مما يزيد من برودة الأرض وهذا ما سيؤدي إلى انطلاق عصر جليدي. من جهة أخرى :
ميل ضعيف يطابقه شتاء دافيء رطوبة مهمة وهذا يساعد على تساقط الجليد. أما الميل
القوي فيطابقه شتاء بارد جاف مع قلة التساقطات الثلجية.
ج - الحركة البدارية : إن محور الأرض يتحرك داخل دائرة،
وتكتمل هذه الدائرة في مدة زمنية طولها 22 ألف سنة وتؤدي إلى تغير موعد الفصول ببطئ شديد،
فمنذ 11 ألف سنة كان النصف الشمالي للكرة الأرضية مائلا نحو الشمس في ديسمبر
وليس يونيو إذن فإن موعد الصيف والشتاء كانا معكوسين. (21 يونيو ليس دائما هو
الانقلاب الصيفي).
هذه العوامل الثلاث تعمل على مقاييس زمنية مختلفة مما يجعل تفاعلها البيني
معقدا، فقد تتضافر آثارها وقد تتناقض فيما بينها كذلك. وعلى سبيل المثال منذ 11
ألف سنة سببت الحركة البدارية في بداية صيف نصف الكرة الشمالي في ديسمبر، وكان
تأثير زيادة الإشعاع الشمسي عند الحضيض في يناير ونقصها في الأوج في يونيو يِؤدي
إلى تضخيم الفوارق بين الفصول بدلا من تلطيفها كما هو الحال اليوم ، وهذا هو السبب
في ذوبان الجليد الذي تراكم خلال العصر الجليدي الأخير.
2 - عامل التغيرات في نشاط الشمس : Cycles solaires
لقد درست التغيرات في نشاط الشمس انطلاقا من تحليل نسبة C14 فكلما ازداد نشاط الشمس كلما عملت
الرياح الشمسية ضد توغل الإشعاعات الكونية داخل الأتموسفير فتقل نسبة C14. هذا العنصر
ينتج عن الأزوت N تحت تأثير
الإشعاعات الكونية . ونشير إلى أن الملاحظة أكدت على أن انخفاض البقع الشمسية خلال
عدة عقود من 1645 إلى 1715 تزامن مع فترة باردة.
3 - عامل التكتونية وتحكمها في المناخات القديمة :
إضافة إلى العوامل الفلكية هناك عامل رئيسي يلعب دورا أساسيا في الإنجلادات
ويتعلق الأمر بتكتونية الصفائح وزحزحتها. إن التبادلات الحرارية التي تؤديها التيارات
البحرية تكون أحيانا محدودة ومنحصرة حسب موقع القارات والمحيطات فيساعد ذلك
على الإنجلاد. القارة الأنتاركتيكية لم يتكون فيها الجليد إلا عندما أصبحت بعيدة
عن أستراليا وجنوب أمريكا مما ساعد على قيام تيار بارد أدى إلى عزلها حراريا، وذلك
عند 32- مليون سنة
وبالتالي بالنسبة للإنجلادات القديمة يجب أن نأخذ بعين الإعتبار عنصر زحزحة
القارات.
- IVنتائج الإنجلادات
في الفترات الجليدية تبعا لبرودة الطقس تتكون الجلادات على النطاقات القارية
في العروض العليا مع سمك قد يصل 4000 متر في المركز ويتناقص في اتجاه الهوامش.
1 – تغير مستوى البحار (Eustatisme) أو الهزهزة :
إن التغير في مستوى البحار مرتبط بحجم الجليد في القطبين من جهة ومرتبط كذلك
بحرارة مياه المحيطات التي تتمدد بفعل الحرارة (effet stérique). في الفترة بين 1992 و1998 ارتفع مستوى
البحار والمحيطات ب 2 ملم في السنة وذلك بفعل ارتفاع حرارة المياه. تدبدب مستوى
الشواطئ القديمة لا تعكس إلا تغيرا نسبيا لمستوى البحر بالنسبة للساحل لأن هذا
الأخير يتحرك أيضا بالتكتونية. فالسواحل القارية تتحرك بفعل التكتونية من جهة
وبفعل تدبدب مستوى البحر من جهة أخرى.
2 – التوازنية ((Isostasie :
ثقل حمولة الجليد المتراكم على القارات يصحح توازنيا
(وانضغاطيا) داخل المعطف اللزج حسب قانون أرخميدس هذا يؤدي إلى انحراف القشرة
القارية داخل المعطف. وعند ذوبان الجليد ترتفع القارات. إلا أن هذا الرفع ليس منتظما ففي البداية يكون سريعا
ويسمى بالقفزة التوازنية Rebond isostatique .ويستمر هذا
التصحيح التضاغطي بعد زوال الجليد كليا، فمثلا اسكاندنافيا ارتفعت ب300م ومازالت
تتعرض للرفع ب1متر في كل 100 سنة.
-------------------------------
جغرافية الجامعة المغربية