تعتبر
المدينة بصفتها نموذج لمجتمع حضري ظاهرة قديمة، وهي تعتبر كذلك انعكاسا لتزايد
التعقد الإجتماعي ، واستجابة لظروف إجتماعية وثقافية وجغرافية، وقد انعكس هذا على
أساسه االوظيفي الذي يختلف بإختلاف الزمان والمكان، فوظائف مدينة 1950 تختلف عن
وظائف مدينة 2000، بالرغم من احتفاظها بالمكان الذي تقوم فيه ، وعلى ضوء هذا يتبين
صعوبة تصنيف المدن ، ومع ذلك ظهرت بعض التقسيمات:
أولا:تقسيم
المدن من حيث الحجم:
يعتبر هذا التصنيف أبسط هذه التصنيفات
،ويستخدم عند التفرقة بين الحضر والريف فقد أوضح مان Mannالاختلاف
بينهم ،وقد قسم دنكان Dunkan وريس Reiss المدن الأميركية إلى 11 نموذجاً حسب حجمها، وقسم فيليب هاوز Hauser المدن إلى ما قبل صناعية
وصناعية ومتروبوليتانية.
ومن تلك التقسيمات التي تضع الحجم
معياراً للتقسيم:
-
المدينة الصغيرة(Town):وهي البلدة أو المدينة الصغيرة التي تتميز عن
الوحدات الصغرى(القرى)والوحدات الكبرى(المدن)، وهي تتمتع بموقع حضري يسيطر على
المنطقة الريفية ، وكما تتمتع بأهمية ثقافية كبيرة ،وتمارس المدينة الصغيرة
التجارة البسيطة الداخلية.
-
المدينة الصناعية(City):وتتميز بتقسيم العمل، وينتظم وجودها حول الإنتاج
الذي تنتجه، وهي تتمتع بموقع حضري يسيطر على الإقليم برمته وريفه وحضره.
-
المدينة( Metropolitan): وهي المدينة العظمى أو المدينة الكبيرة، ولها
خصائص المدينة الصناعية.
ثانيا:تقسيم المدن من حيث عدد السكان:
هو أسهل هذا التقسيمات لارتباطه بتعقد
الحياة في المدينة ،وقد طبقته معظم الدول في تقسيماتها الإدارية، ففي فرنسا كل
مجموعة من السكان تعيش في مركز واحد يبلغ عددها 2000نسمة تعتبر مجموعة حضرية، وكل
مركز يقل عدد سكانه عن هذا العدد يعتبر قرية في عداد الريف، وفي أمريكا يصل العدد إلى
2500نسمة ،و في بلجيكا إلى 5000 نسمة .
ثالثاً:تقسيم المدن من حيث تطورها
التاريخي:
لهذا التقسيم أهميته العظمى في تتبع
الحضارات التي أثرت في كل مدينة.
رابعا:تقسيم المدن من حيث العوامل
الاجتماعية والثقافية:
ميز ريدفلد Redfieldو سنجرSingor في هذا التقسيم بين المدن
التي تسودها العقائد الدينية المختلفة،والتي كان بعضها يساند ويقوى استقرار النظام
الاجتماعي والثقافي والبعض الآخر كان يستجيب للتغير الاجتماعي.وميز فيبرFeber بين مدن النبلاء ومدن
الفقراء،وبين مدن الإقطاعيين والبدائيين، ومدن نشأت في ظل الاستعمار الأوروبي ومدن
قبل دخول الاستعمار كما في جنوب أفريقيا.
خامساً:تصنيف المدن حسب المتغيرات
الاقتصادية:
قسم بريسBreeseالمدن
إلى مدن صناعية وإدارية وتجارية،وأكد لامباردLampard أن الصناعة السائدة كانت
أساس تصنيف المدن ،وأن نمو المدن يرتبط بمعدل النمو الاقتصادي.وصنف هاريس Harris وأولمانUllman المدن حسب موقعها المركزي
إلى مدن النقل ومدن ذات وظائف متخصصة، وصنف ماركس في ضوء علاقات الإنتاج المدن إلى
مدن العبيد ومدن الإقطاعية ومدن الرأسمالية والاشتراكية. وأشار هوزليتز إلى وظيفة
المدينة في ضوء نموها الاقتصادي ،وصنف المدن إلى مدن منتجة Generative وهي التي يعود تأثيرها
بالفائدة على النمو الاقتصادي،ومدن طفيليةParasiticوهي المدن الاستهلاكية.
سادسا:تقسيم
المدن من حيث درجة تقدمها:
حاول
تورنديك تقسيم المدن من حيث نوع وكمية الخدمات التي تقدمها للسكان، فقسم الخدمات إلى
37 نقطة تقع في ستة أقسام عامة:الصحة والتعليم والترويج والاقتصاد ونثريات.واكتشف
من هذه الدراسة أن هناك ارتباط عام بين التقدم والتأخر في المدن، فالمدن التي بها
نسبة تعليم مرتفعة يكون سكانها أحسن حالاً من الناحية الاقتصادية والصحية
والترفيهية.
سابعاً:تقسيم
المدن من حيث الأعمال التي تؤديها:
وضع
جينيست هلبرت تقسيما سداسياً معتمدا على هذا المعيار:
أ- مدينة
صناعية.
ب- مدينة
تجارية.
ج-مدينة
سياسية.
د-مدينة
ثقافية.
هـ-مدينة
صحية ترفيهية.
و- مدينة
متعددة الأغراض.
أما
بيرجيل فقد صنف المدن في 7 تقسيمات:
1-المراكز الاقتصادية:
أ- مراكز
الإنتاج الأولي(الاستخراجي):(مدن
الصيد ومدن التعدين ومدن البترول).
ب-مراكز
الصناعة:(مراكز الصناعة
الكبيرة، الصناعة المتوسطة والصناعة الصغيرة).
ج-مراكز
التجارة:(مراكز التجارة
العالمية،التجارة القومية ومراكز التجارة المحلية).
د-مراكز
النـــقل:(الموانئ،
مراكز النقل الداخلي).
هـ-مراكز
الخدمات الاقتصادية:(خدمات
مالية، التــأمين، خدمات متنوعة).
2-المراكز السياسية:
أ-مراكز
السياسية المدنية:(مراكز عالمية،
سياسة قومية، سياسة إقليمية وإدارة إقليمية).
ب-المراكز
الحربية:(مدن القلاع،
قواعد حربية ومراكز تدريب).
3-المراكز الثقافية:
أ-المراكز
الدينية:(مراكز
الحكم الديني، مدن الحج، مدن تذكارية).
ب-مراكز
ثقافية دينية:(مناطق
التعليم العالي والبحث،مراكز إقتصادية للإنتاج الثقافي كالسينما والمسرح
والراديو والتلفزيون،مدن المتاحف ،مدن الأضرحة لكبار الأدباء والفنانين).
4-مراكز
ترويجية:
(المدن الصحية ، مدن الإجازات"المشاتي
والمصايف").
5-مدن
سكنية:
(الضواحي السكنية،
مدن المحالين إلى المعاش).
6-مدن
رمزية:
تضم هذه
الفئة مجموعة من المدن مثل:روما، بيت لحم، الناصرة وموسكو.
7-مدن
متعددة الوظائف:
وهي تشمل
ما تبقى من المدن التي تتعدد وظائفها دون أن يكون لها تخصص واضح تشتهربه.