نظام المناخ

من وجهة النظر المناخية، يمثل الغلاف الجوي نظاما في سلسلة من الأنظمة المترابطة تضم بالإضافة له كل من نظام المحيطات ونظام سطح اليابسة، ومن خلال تفاعل هذه الأنظمة ومكوناتها مع بعضها البعض يتشكل ما يعرف بنظام المناخ (5).
يتكون نظام المحيطات من المحيطات نفسها والبحار والبحيرات والأنهار الكبرى، وتعرف جميعها بالغلاف المائي "Hydrosphere". ويشمل نظام سطح اليابسة كل من الأصقاع الصخرية الجبلية والهضابية والصحارى والسهول الجرداء ( القشرة الأرضية ) المعروفة بالغلاف الصخري "Lithosphere"، والأقاليم المغطاة بالغابات والأعشاب المعروفة بالغلاف الحيوي "Biosphere", والأصقاع المغطاة بالثلوج والجليديات الدائمة المعروفة بالغلاف الجليدي "Cryosphere". وحديثا عدت الأنشطة الإنسانية وماينتج عنها من ظواهر إحدى هذه الأنظمة (4)، ويمكننا تشبيهاً بالأنظمة الأخرى أن ندعوها بالغلاف البشري "Anthropological Sphere". وترتبط هذه الأنظمة ومكوناتها مع بعضها البعض بواسطة جريان الطاقة الحرارية بأشكالها المختلفة وتبادلها فيما بينها.
والغلاف الجوي في تماس مباشر مع الأنظمة المذكورة كلها، وبما يجري فيه من حركات وتيارات هوائية أفقية ورأسية ودوامية يتحرك بينها, ناقلاً الطاقة الحرارية والرطوبة ويبادلها بين مكوناتها. وبالمقابل تساهم هذه الأنظمة ومكوناتها مساهمة مباشرة وغير مباشرة في تكوين حالات الغلاف الجوي وفي تحديد خصائص عناصرها. ولذلك تعد عناصر الطقس والمناخ المقاسة في الغلاف الجوي وحالاتهما الحصيلة المحسوسة للتفاعلات والعلاقات المتبادلة بين مكونات نظام المناخ وبالتالي ممثلة لنظام المناخ كله.
إرسال تعليق