U3F1ZWV6ZTM2OTAzOTA2MzQ1ODYwX0ZyZWUyMzI4MjE3NTIzNTUyOA==

الزمن الجيولوجي الرابع المغربي



 I -الرباعي البحري 
            1- تاريخ الأبحاث وتطور الأفكار :
في سنة 1926 تعرف Georges Lecointre في منطقة الدار البيضاء على خمسة سواحل قديمة وذلك بالإعتماد على المستوى الإرتفاعي من جهة وعلى المحتوى الأحفوري من جهة أخرى وهي :                       -  مستويات عليا عند75/80 م تحتوي على Trochita Trochiformis  و   Acanthina Crassilabrum   - شاطئ واضح عند 30 م ويحتوي على Purpura Heamastoma وPatella Safiana                           -  وآخر عند 12/14 م واخيرا مستوى عند 5/7 م  إضافة إلى توضعات مصب النهر والشاطىء الحالي.
مع تطور واتساع محاجر سيدي عبد الرحمان بالبيضاء، ظهرت مقاطع واضحة جديدة على الجبهات،  واكتشفت  أدوات حجرية،  وهذا ما حفَز  Rhulman  و Neuville  بالقيام بدراسة استراتيغرافية دقيقة (أخد المقاطع) و  استرجاع التطور الساحلي للبيضاء خلال الرباعي. وفي 1941 تعرفوا على أربعة شواطىء موروثة على الإرتفاعات التالية : 90/ 100 م ، 55/60 م ، 28/30م ، و 12/15م . هذه الإرتفاعات تذكر بالسواحل القديمة بالجزائر وجنوب إيطاليا فاقترح الباحثان عملية الربط الأولى بالأطباق المتوسطية   (السيسيلي، الميلازي، التيريني، والموناستيري).
J.Broucart  1943 يرى بأنَ كل تلك التكوينات الرسوبية ما هي إلا توضعات بحرية تجاوزية (خلال دورة واحدة) وقد أعيد تشكيلها أثناء التراجع على مورفلوجية ساحلية مستوية. إلا أنَ هذا الباحث تراجع بعد ذلك عن هذا التصور وأقرَ بأن الرباعي يشمل ثلاث مركبات  مختلفة و واضحة منفصلة عن بعضها بسطوح التعرية (JBourcart,J Marcais et G.Choubert.  1949) .
وفي بداية الخمسينيات عدة أبحاث همت التكوينات الرباعية الساحلية للبيضاء(Gigout 1951- Lecointre1952- JDrech et al 1952)   وكل هؤلاء تعرفوا على شواطىء موروثة تعرضت للرفع ، الحديثة في الأسفل والقديمة في الأعلى. وعلى أساس وجود حركات تكتونية مع اختلاف في حدتها حسب المناطق، تم التخلي عن الإرتفاع المطلق لتلك الشواطىء كمعيار لتمييزها، وأصبحت الإرتفاعات النسبية هي المعتمدة إضافة إلى مظاهر التخديد والتآكل ووجود مواد قارية مدمجة فيما بينها.
في 1952 اقترح Lecointre تصنيفا للرباعي الساحلي الذي يتبع التكوينات التراجعية للبليوسين بالبيكتين     (Pliocène régressif à pectinidés)  واعتمد على الأبحاث حول الصدفيات وعلى الإستراتيغرافيا. وخلص في هذه الدراسة إلى التالي :
خطوط ساحلية عند 90- 100 م و55-60م تتميز بوجود أصناف مدارية مثل   Acanthina Crassilabrum و Trochita Trochiformis   وتحدد الرباعي الجد قديم QA1 .
تكوينات ساحلية عند  ارتفاع 20-25م متميزة بسيطرة الأصناف الشمالية (nordiques ) Littorina Littorea  و Nucella Lapillus  وتحدد الرباعي القديم QA2.                                                                                           
 -  تكوينات شاطئية بين 20 و 30 م مميزة بوجود وحيش دافئ مع Purpura Heamastoma  و Patella Safiana تشكل الرباعي الحديث QR1.
خط ساحلي عند 8-6 م مع توضعات داخل القناة الألجية مع نفس الوحيش الدافئ وتشكل الرباعي الحديث  QR2 والذي سماه M.Gigout  1948 باسم الألجي.
 - توضعات عند 2م والشاطىء الحالي مع نفس الوحيش.


في 1958 اقترح P. Biberson  محاولة لتصنيف الرباعي البحري المغربي وحدد 6 أطباق بحربة مع المقاطع النموذجية لها وهي :
 الملاحي : 2م فوق المستوى الحالي.
الألجي : 5- 8م ممتد على الساحل الأطلنتي  Gigout 1949))
الهاروني : 16-18م نسبة لكهف هارون بسيدي عبد الرحمان.
الأنفاتي : 25-30 م نسبة لأنفا بالبيضاء وسيدي عبد الرحمان.
المعاريفي : عند 55-60م نسبة لمحاجر المعاريف Tarit et Schneïder ) )
المسعودي : عند 80- 100م في محجرة سيدي مسعود.
وفي سنة 1961 كتب Biberson  مونوغرافية تناول فيها دراسة الرباعي بمنطقة الدار البيضاء. وقام بالربط بين الأطباق البحرية بالبيضاء مع الأطباق القارية التي تم التعرف عليها في أنحاء من المغرب (الملوياتي، السالوي، العامري، التانسيفتي، والسلطاني)Choubert et al 1956)) ؛ هذا الإطار الزمني الإستراتيغرافي للرباعي المغربي هو الذي سيأخذ بعين الإعتبار في جميع بلدان المغرب وألحقت به بعض التدقيقات بين(1963و 1971 ) . وفي سياق الربط بين المستويات البحرية مع الأطباق الخمسة للفترات المطيرة القارية والتي أقرها Choubert)  (1956 يتبين أن الموقع المخصص للمستوى البحري عند 15-20 م زائد عن اللزوم) بين الألجي والأنفاتي) ويرى   Raynal و Gigout ، بدون أية حجة استراتيغرافية، بأنَ هذا الدور ليست له نفس الأهمية مقارنة مع التجاوزات المحيطة به ؛ وهكذا لم يتخدوه كدور كامل بل كدورة صغيرة Epicycle- . وقد أدمج Biberson  في البداية هذا المستوى في الدور الأنفاتي لكي لا يقسم الطابق المطير التانسيفتي إلى قسمين – وسيعود بعد ذلك ليعترف بالطابق الهاروني عند 15-20م.
            2- الربط بين التكوينات المحيطية والمتوسطية :
بالنسبة لجل الباحثين فإن المسعودي هو أول تجاوز بحري رباعي، وبالتالي فإنه يطابق الكلابري المتوسطي(الفيلافرانشي القاري)، واعتبارا لهذا فإن التوضعات الأقدم والتي تغطي أجزاء شاسعة من المزيتا  تعود للبليوسين. أما بالنسبة ل  Choubert فإن هذه التوضعات القديمة هي التي يبدأ بها الرباعي وتشكل المغربي Moghrébien Le ويطابقها بالكلابري. المسعودي في هذه الحال يطابق السيسيلي I. (ويبرر شوبير وجهة نظره بتنافر محلي للمغربي  على توضعات البليوسين من جهة  ووجود وحيش يجمع بين عناصر من البليوسين وعناصر رباعية من جهة اخرى) أنظر الجدول 4
لقد تم الربط بين الأنفاتي، الرباطي-هاروني والألجي مع التيريني منذ1957 و 1959 من طرف Choubert  وكان يعتبر الهاروني كتدبدب إيجابي للبحر épicycle transgressif  أو توقف لمستوى البحر خلال فترة معينةstationnement marin  أثناء بداية التراجع الريسي (بداية انجلاد الريس). هذا التصور أعيد فيه النظر بعد ذلك من طرف  Biberson  1961-1964 ليتفق معه 1962Choubert )  و Lecointre1963) . وكان الإقتراح كالتالي  : الأنفاتي يطابق الباليوتيريني والفترة البيجليدية ميندل –الريس
                        الرباطي-هاروني يطابق التيريني الأوسط(الحقيقيوالفترة البيجليدية الريس-الفورم
                        الألجي   يطابق التيريني الحديث والفترة البينية فورم I-II




جدول 4 الرباعي البحري : فرضيات حول عملية الربط بين الأدوار الأطلنتية والمتوسطية

Etages transgressifs du Maroc atlantique
Corrélation avec la méditerranée et l’Europe
Quaternaire ancien : divergences
Quaternaire moyen-récent :
deux interprétations successives

Quaternaire très récent
Lecointre-
Gigout-Biberson
Choubert
Ancienne
  Choubert1957- 59
Nouvelle
Biberson1961- 64
Mellahien
Versilien
=(Flandrien)
Ouljien
Tyrrhénien II
(Riss-Wurm)
Néotyrrhénien
(interst.WurmI-II)
Rabatien -Harounien
Tyrrhénien Ib
(Mindel-Riss récent)
Eutyrrhénien
(Riss-wurm)
Anfatien
Tyrrhénien Ia
(Mindel-Riss ancien)
Paléotyrrhénien
(Mindel-Riss)
Maarifien
Sicilien
Sicilien II
=Milazzien
Messaoudien
Calabrien
Sicilien I
Moghrébien
Pliocène
Calabrien

Quaternaire marin : Hypothèses sur les corrélations entre le Maroc Atlantique et l’Europe Méditerranéenne

إن الصعوبة في الربط بين الأطباق البحرية المتوسطية والأطلنتية يكمن في الوحيش الأطلنتي المتجانس والغير النموذجيهذا الوحيش يتغير بكيفية تدريجية من البليوسين للرباعي القديم في الأطلنتي بينما نشهد في المتوسط اجتياح أصناف باردة في الكلابري. ان وحيش الأطلنتي يمكننا فقط من التعرف على ثلاث فترات رباعية:
الرباعي القديم : المسعودي معاريفي – مع وحيش دافئ      Chilo-péruvienne ،  و ما يزال يحتوي على عناصر من البليوسين.
-الرباعي الأوسط : يجمع بين فترة التراجع بعد المعاريفي والغمر القبل أنفاتي – نلاحظ انقراض أصناف البليوسين وظهور أصناف باردة تحل محل الوحيش الدافئ للرباعي القديم
الرباعي الحديث : (أنفاتي- هاروني- ألجي - ملاحي) – انقراض العناصر  السنكالية Sénégaliens  تدريجيا مع ظهور الأصناف الحالية.  انظر الجدول: 5



جدول5  : استراتيغرافية بحرية للساحل الأطلنتي المغربي



Etages

Altittudes atteintes par les transgressions
Faunes malacologiques
Espèces caractéristique
Signification
Mellahien
+2m
Cardium edule
Patelles
Faune actuelle
Regression
Ouljien
+5 à  8m
Purpura Haemastoma
Patella Safiana
Faune actuelle avec éléments sénégaliens
Régression
Rabatien-                                  Harounien
+18 à 20m
Purpura Haemastoma
Patella Safiana
Faune actuelle avec éléments sénégaliens
Régression

Anfatien

+30m
Trochatella Trochioformis Purpura Haemastoma
Patella Safiana
Faune chaude avec éléments sénégaliens
Littorina Littoria
Faune froide

Régression
Purpura Plessisi    L
Faune en voie de refroidissement
Littorina Littoria
Purpura Lapillus
Faune froide
Maarifien
+50 à 60m
Trochatella Trochiformis
Acanthina Crassilabrum
Faune chaude sénégalienne ou chilo-péruvienne
Régression
Messaoudien
+90 à 100m
Trochatella Trochiformis
Acanthina Crassilabrum Purpura Plessisi
 Faune chaude sénégalienne ou chilo-péruvienne
Régression

Moghrébien
Faune pliocène :Pecten et Ostrea +
Faune quaternaire Trochatella Trochiformis
Acanthina Crassilabrum






 3- إعادة النظر في التقويم الزمني الإستراتيغرافي Biberson :
لقد وضح Stearns  1978 وجود عدة خطوط ساحلية داخل الطابق المسعودي وأظهر الفرق بين توضعات المعاريفي الكلاسيكي وتوضعات أخرى ترجع للمعاريفي في طور التراجع في محاجر سيدي عبد الرحمان. كما أنه قسم الأنفاتي إلى ثلاث وحدات استراتيغرافية وبرهن على أن التسجيل للشواطئ القديمة لا يمكن جمعها في 5 أو 6 دورات فقط. واقترح أن يتم الربط بين هذه الشواطئ الموروثة وبين الأطوار  ألنظيرية  للأكسجين               Stades isotopiques.
            4- التأويلات الحديثة لمقطع الدار البيضاء :
إن الدراسة الدقيقة المرتكزة على تحليل السحنات (Association de facies ) على الصعيد -الماكرو و"الميكروسكوبي "- ساعد على تحديد مجموعة من المتتاليات " Séquences  "، كل متتالية تسجل صعودا سريعا متبوع بتراجع تدريجي للبحر. وتشهد البنيات الرسوبية الموروثة على تتابع عدة نطاقات، بالتوالي نصادف : وسط من نوع Subtidal    يعني نطاق تحت مستوى المد ثم وسط المهرقانIntertidal  يعني نطاق بين أعلى المد وأدنى الجزر وأخيرا نطاق ما فوق المدSupratidal  وهو كثيبي ريحي. التوضعات القارية التي قد تدمج داخل المتتالية الرسوبية هي عبارة عن سفحيات  مرتبطة بالجريان السطحي – السيلان- أو مرتبطة بتدفقات وحلية. إن المعطيات الإستراتيغرافية  Texier et al 1994-2002) وLefevre et Raynal 2002 والمعطيات الصخرية  Elgraoui1994)  ) مدعومة ومكملة بالمعطيات الإستحاتية(Gerrad 1996-2002) إضافة إلى عملية التاريخ بعدة طرق- Evin 1994 (Occhiettiet al 1994 -2002) -Rhodes et al 1994 مكنت من إعادة تأويل للمتتالية الإستراتيغرافية للدار البيضاء. وقد تبين أن الإطار الزمني الإستراتيغرافي المنجز يظهر عدم ملائمة الإقتراح القديم ل     Biberson، كما أن   متتالية البيضاء التي تتدرج على 180م حتى مستوى 0 تغطي فترة زمنية في حدود 6 ملايين سنة. تبدأ هذه المتتالية من نهاية الميوسين في إطار مناخي إقليمي يميل إلى الجفاف متزامن مع تراجع عام للبحر ب50م تقريباالتوضعات التي نصادفها بين 120 و100م هي أقدم من 2,4 مليون سنة وتنتمي للبليوسين الأوسط و تسجل  صعود وهبوط مستوى البحر على سطح بري مستقر عموماأما في بداية البليستوسين الأسفل فالتسجيلات المحيطية متعددة ومعقدة. إن الأبحاث الحديثة تشير إلى الأهمية الإستثنائية لهذه المنطقة في معرفة الأحداث الجيولوجية والإحيائية وما قبل التاريخ التي تعاقبت منذ الميوسين الأعلى حتى اليوم. الأبحاث الحالية ستفضي بلا شك لرفع الستار عن حقائق جديدة حول هذه الحقبة من تاريخ البشرية ومعرفة جيدة للمحيط الإحيائي في ذلك الوقت.  
 II- الزمن الرابع المغربي القاري
            1- أسس الإطار الكلاسيكي : 
إن الإستراتيغرافية الكلاسيكية للرباعي القاري وضعت من طرف G.Choubert, F. Joly. M.Gigout.) J.Margat و R.Raynal 1956 ) وبنيت على ملاحظتين أساسيتسن :
وجود توضعات وأشكال جليدية أوشبه جليدية في الجبال المرتفعة والتي تبدوا متزامنة مع مصطبات الأودية .
تواجد متكرر في جل الأودية المغربية لخمس مستويات من المصطبات والحادورات (أحدث من الفيلافرانشي).
إنً تدرج المستويات الرباعية على طول أودية الأطلس الكبير الأوسط ينتسب للتغييرات المناخية ومن هنا نشأ مفهوم المصطبات المناخية لأول مرة عند (J.Dresch . 1941 ) الذي تعرف على مشهدين موروثين : أ- تشكيل جليدي في الجبال المرتفعة . ب- حادورات متداخلة على قدم الجبال وفي السهول الشبه الجافة المتاخمة للسلسلة.
            2- المورفوتشكال الماطر والبيماطر : 
عرفت افريقيا الشمالية منذ نهاية الزمن الثالث تعاقب فترات رطبة وأخرى جافة في إطار مناخي دو خصوصيات متوسطيةوترتكز استراتيغرافية الرباعي المغربي على أساس تعاقب فترات مطيرة باردة ورطبة وأخرى بيمطيرة جافة ودافئة مطابقة على التوالي للفترات الجليدية والبيجليدية الأروبية. وحسب هذا التصور الكلاسيكي فالفترات المطيرة هي فترات النشاط  المورفوتشكالي والترسيب، بينما الفترات البيمطيرة فتطابق تكون القشرات الكلسية وتعمق الأودية (Incision linéaire   ).
 أثناء الفترات المطيرة تعرف الجبال ظروف برد وصقيع فينشط القرس والتصدع الجمدي Cryoclastie = Gélifraction)). وعند ذوبان الثلوج الموسمي يتم نقل المواد (الناتجة عن التصدع) لتغمر الأودية وتغطي قدم السفوح. وبتزامن مع هذا تشهد المجالات السفلى بسبب التساقطات المهمة تجوية للصخور مع نقل مهم على السفوح(انزلاقات الأتربة- تدفق وحلي) Solifluction )- (  وسيلان  منتشر حسب  المناطق، فتتوضع السفحيات وتتشكل الحادورات المغطات بالحضيَ (Colluvions)  والتي ترتبط بالمصطبات في السافلة.
عندما نمر إلى الفترة البيمطيرة، يؤدي ازدياد الجفاف إلى تثبيت الكاس المنقول داخل المحلولات على السطح، فتتعرض رواسب الفترة المطيرة للتكلس، و من جهة أخرى تكون الحمولة أقل أهمية فيتعمق الواد في مجراه.
            3- الأدوار الرباعية القارية :
اقترح G. Choubert  وآخرون 1956 تصنيفا للرباعي القاري المغربي حيث حددوا خمسة أدوار مناخية  : الملوياتي السالوي العامري التانسيفتي السلطاني إضافة لنصف دورة حديثة سميت بالغربي. أما الركراكي فقد أضافه Choubert 1959 بين الملوياتي والسالوي.
الملوياتي : يوازي "الفلافرانشي الأعلى"، ينتسب لملوية الوسطى والعليا حيث يشكل أعلى المستويات (مصطبة 150م). يحمل قشرة كلسية سميكة في كرسيف. أما في المغرب الأطلنتي، فكما هو الشأن بالنسبة للعاميري والسلطاني، فإن الملوياتي يتميز بمناخ ملائم للتقنئة  Climat de rubéfaction)). يمكن أن يصل سمكه 200 م في سوق الأربعاء الغرب وفي عرباوة، هذه التوضعات عبارة عن طمى ورمال حمراء يمكن أن تتعاقب مع مرورات حصوية متحددةFerruginisées  وتغطي منطقة ساحلية مستوية (المعمورة وغابة العرائش). الملوياتي معروف أيضا في السهول الداخلية بني عمير ودكالة وأحيانا يصعب أن نفرق بينه وبين العاميري أما في الجنوب فيصعب تحديده. في الملوياتي الأعلى وجدت أدوات حجرية من نوع الحصى المعالج Pebble culture وهي أقدم أدوات استعملها الإنسان، Préacheuleen I   (P.Biberson1961) هذه الأدوات أعيد تحريكها بأعلى المد المسعودي.
السالوي :  نسبة لهضبة سلا على الضفة اليمنى لأبي رقراق (70-80م) حيث اكتشفت أدوات حجرية شيلية Chelléen  (Choubert et al 1956 ). في المغرب الأطلنتي يمثل السالوي المصطبات العليا ذات ارتفاع نسبي  75 – 90م بمواد خشنة ومتفسخة وبنشر قوي للمواد قبل حفر الأودية، وغالبا ماتكون المواد السالوية ملتحمة بلياط حديدي (تعقد حديدي)  Concrétions ferrugineuses   أما القشرات الكلسية فهي نادرة. في الجنوب نجد الرق الجد قديم بمواد متفسخة، كما نجد الكلس البحيري. الأدوات الحجرية من نوع PréacheuléenIII هذا الطور مازال يحتفظ بخصائص الحصى المعالج(Taille multidirectionnelle )
العاميري : تكويناته النموذجية تسمى بالطمي القديم Limons anciens  المعروف في كل السهول الأطلنتيكية، وهو منتشر بكثرة في بني عمير  بتادلة على الضفة اليمنى لأم الربيع. العاميري معروف كذلك بالطمي الأحمر المقنأ على سمك مهم 75م في دكالة. هذا "الطمي الأسفل" قد يحتوي على تعقدات كلسية ولكن لا وجود لقشرات كلسية حقيقية. العاميري ممثل بالمصطبة العليا على ارتفاع نسبي 40-60م في القاعدة مع مواد خشنة أكثر من مواد التانسيفتي ويأتي فوقها الطمي القديم أو"الأسفل" الذي ينهي فترة الردم. في الجنوب نجد الرق القديم وعليه أدوات Chelléo-acheulléennes كما نجد الكلس البحيري لهذه الفترة في سوس سهل تيزنيت وبويزكارن.
الوحيش : أبحاث P.Biberson) 1961 ) بمنطقة الدار البيضاء مكنت من التمييز بين ثلاث فترات عاميرية
العاميري الأسفل مع :Hippopotamus amphibius L   - Rhinocerossimus burch -
Elephas iolensis Pomel-  Bos primigenius Boj - Alcelaphus bubalis Pallas –
Equus mauritanicus Pomel  
العاميري الأوسط : بدون وحيش
العاميري الأعلى :   إضافة إلى وحيش العاميري الأسفل نجد Cervicapra redunca maupasi Pomel -Ursus arctos Bibersoni-Ennouchi – Hyaena crocuta spelaea Cols  وجود الدببة يدل على غطاء غابوي ومناخ رطب.
التانسيفتي : ينتسب لواد تانسيفت وهو منتشر في المناطق الشبه الصحراوية. نجده على شكل حادورات متكلسة في الحوز وملوية،كما يشكل المصطبات الوسطى الخشنة  التي غالبا ما تكون مزدوجة. أما في الجنوب فنجد انتشارا كبيرا للرقوق الوسطى وأحيانا كلس بحيري ورصراصةالقشرات الكلسية سميكة ومتميزة وحدودها في الجنوب الغربي يطابق تقريبا حدود مجال الأركان أما في الشرق هذه القشرات تكون ناذرة.  في سنة 1956 اكتشف Biberson   بقايا عظام إنسان : أتلانتروب سيدي عبد الرحمان   Atlanthrope  ويعود للتانسيفتي الأسفل يليه إنسان الرباط الذي يعود للتانسيفتي الأوسط وقد اكتشفه ـ Marcais 1934. الأدوات الحجرية الموجودة مع بقايا انسان سيدي عبد الرحمان تنتمي للأشولي VI وهو الطور الأخير في الأشولي الأوسط. أما الكلس البحيري في منطقة البيضاء- المعاصر لإنسان الرباط- فإنه يحتوي على الأشولي VII الذي يبدأ به الأشولي المتطور.
السلطاني : استعمل هذا الإسم لأول مرة من طرف Choubert  وآخرون 1956 لإستبدال مصطلح الكريمالدي  Grimaldien الذي أطلقه Bourcart 1934 على توضعات قارية معاصرة للتراجع الرباعي الأخير، أي على فترة الطمي السطحي Limons superficiels . وينتسب السلطاني لدار السلطان بالقرب من الرباط. إن الطمي الأحمر ليس له لون متجانس بل إنه يتغير حسب المناخ الإقليمي من جهة وحسب مصدر المواد من جهة أخرى. السلطاني يشكل المصطبة السفلى 20م وتكون عموما حصوية في القاعدة ثم تصبح بعد ذلك طمييةفي هذه التوضعات، تركز الكلس لا يصل أبدا إلى مستوى القشرات  بل يبقى على شكل ركامات فتوتة وعلى شكل حبيبات. وحيش السلطاني وحيش مهاجر من نوع أورو-أسيوي  مع Rhinoceros Mercki  الغير المعروف سابقا كما أن وجود الدبيات والخنزيريات والأيليات تدل على وجود غطاء نباتي غابوي. الأدوات الحجرية تنتمي لثلاث حضارات : الموستيري – العاطيري- والإبيروموروزي.
الغربي : نسبة لسهل الغرب يشكل المصطبة السفلى للأودية، ويتميز بالطمي الرمادي كما نجد الترس والرمال التي تحتوي على أدوات حجرية نيوليتية. الوحيش والنباتات حديثة موروثة من البليستوسين الأعلى مع انقراض بعض الأصناف المهاجرة مثل  Rhinoceros Mercki و Hippopotamus amphibus L   وGazella atlantica  وظهور Elephas africanus  المعروف في عهد الرومان. الخاصية الأساسية هو ازدياد الحيوانات الأليفة والنباتات المزروعة. وعلى ضفاف أبي رقراق توضعات الغربي تعود للعصر الوسيط. C14
            4- الربط مع الإنجلادات الأروبية ومع تدبدبات مستوى البحر :
هذه الأدوار القارية التي حددت في مناطق مختلفة من المغرب تم ربطها بالتوالي مع الإنجلادات الأروبية الكونز الميندل الريس والفورم . أما الغربي فيعادل ما بعد الفورم. وبموجب الهزهزة الجليدية (Glacio-eustatisme) يتغير مستوى البحر وتتعاقب فترات الغمر والإجتياح بفترات التراجع والتقهقر. وأثناء فترات التراجع تتوضع المستويات القارية Biberson) 1961 ) وكل مستوى قاري يتميز بموقعه في المشهد المورفلوجي  وكذلك بخصوصيات المواد المرتبطة به (السحنة). وكل تكوينة نموذجية لهذه التسمية الكلاسيكية لا تعبر فقط عن مجموعة من الأشكال والتوضعات فحسب بل وتعبر أيضا عن فترة مطيرة( G.Beaudet 1971) .
إن الأبحاث المنجزة في الأحواض الجافة لملوية في المغرب الشرقي (Raynal 1961) إضافة إلى حوض زيز في الجنوب الشرقي (Joly 1962) وسهل الغرب الجنوبي (Le Coz 1964) والأطلس المتوسط الكلسي         ( Couvreur  1978) تؤكد هذه التسمية الكلاسيكية وتدخل في نطاقهاومع أن هذا التقسيم الزمني الإستراتيغرافي عموما مقبول من طرف الباحثين فقد تعرض لعدة إضافات وانتقادات .
 - IIIالإضافات والإنتقادات الموجهة للإطار الكلاسيكي
            1- الركراكي اتضح أن المصطبة العليا الخامسة (أو السادسة إذا اعتبرنا المصطبة الغربيةأو مصطبة 150 م لأبي رقراق أحدث من التكوينة الحمراء(الملوياتية) للمعمورة لهذا أطلق Choubert) 1959 ) على هذه المصطبة اسم الركراكي نسبة لأبي رقراق وجعلها مستوى مستقل أحدث من "الفيلافرانشي الأعلى". وقد شيد هذا المستوى خلال فترة مطيرة أحدث من الملوياتي و أقدم من السلاوي. ولقد تم التعرف على الركراكي في عدة أبحاث :  Le Coz 1964 في سهل الغرب،Maurer  1962 في الريف، Ruellan  1962 قي ملوية السفلى. أما R.Raynal   و J .Tricart   1964 فإنهما لا يعطيان قيمة مناخية لهذه المصطبة الخامسة و ليست ناتجة عن فترة ماطرة بل يعتبرانها مصطبة تكتونية ناتجة عن رفع أدى إلى ازدواجية المستوى الملوياتي.
            2- السالوي : هذا المستوى الذي يحتوي على أدوات حجرية من نوع الحصى المعالج المتطور شبيهة بحضارة الألدوفاي (Pebble culture évoluée ) في سهل الغرب وبالقرب من الرباط أدمجه Biberson) 1961 ) في الفيلافرانشي الأعلى بينما  ( G.Beaudet 1971) يعتبره ركراكي.
            3- إقحام الماطر ماقبل السلطاني Le Présoltanien  ومشكل الحدود بين الدورات المناخية لاحظ  ( P.Biberson   1963 ) وجود أدوات عاطيرية في توضعات طميية غرينية سلطانية وهذه الأدوات لا يمكن أن توازي في نظره  إلا أدوات الباليوليتيك الأعلى في أروبا. إذن فإن السلطاني لا يعبر عن انجلاد الفورم برمته ولكنه يعبر فقط  عن جزءه العلوي (Tardiglaciaire ) وهكذا فإنه يربط الألجي مع النيوتيريني المتوسطي الذي يوازي الفترة البينية (البيفترة)Interstade WurmI-II  وبالتالي توجد في المغرب فترة ماطرة أحدث من التجاوز الرباطيRiss-Wurm  وأقدم من الألجي WurmI  وقد سمى هذا المطير بما قبل السلطاني  Présoltanien  .
            4- غياب أو إزدواجية المستويات : لا نجد في كل الأودية خمسة أوستة مصطبات كما هو معترف به في المنظور الكلاسيكي، فغالبا ما تغيب المصطبة العاميرية؛ إما لأن التعرية قد أزالت توضعاتها الدقيقة أو ربما لأن الماطر العاميري ليس بالحدة بما فيه الكفاية لترك شواهد مهمة تؤرخ له. وعلى العكس قد نجد ازدواجية بعض المستويات كما هو الشأن بالنسبة للتانسيفتي الماطر III في سهل الزبرة  Ruellan  1962 وكذلك السلطاني مزدوج في سافلة أم الربيع Gigout  1957 وفي واد قصب الأول حصوي والثاني غريني طميي وتفصل بينهما تربة كلسية. هذه التوضعات تشهد على تنوع الوسط المورفومناخي في السلطاني.
بعد كل هذه التدقيقات والإضافات فإن هذه الإستراتيغرافيا الرباعية لا تختلف في جوهرها عما كانت عليه سنة 1956 عندما طرحت لأول مرة، فأسس تكوينها بقيت كما هي : حيث التوضعات القارية والتراجعات تطابق الفترات المطيرة أما الحفر في الأودية والتجاوزات فتطابق الفترات البيمطيرة.
 -IVانتقادات G . Beaudet و آخرون 1967 و بزوغ إطار الفرضيات الجديدة
1-      الربط بين التوضعات الجليدية في الجبال مع توضعات السهول :
تتميز الفترات المطيرة بمورفوتشكال جليدي في الجبال بينما ينشط الجريان السطحي في المناطق السفلى (قدم الجبل-السهول)مما يؤدي الى تشكيل الحادورات. من هذا المنطلق فمن المنطقي أن نربط في نفس الحوض المائي التوضعات الجليدية (والنهرية الشبه جليدية) في العالية مع الحادورات والمصطبات في السافلة.  إلا أن هذا الربط ليس صحيحا إلا بالنسبة للجبال الأطلسية والأحواض الشبه الجافة الشرقية والجنوبية الشرقية بل إن-الربط- يبقى محتملا للرباعي القديم والحديث ولم يؤكد إلا بالنسبة للتانسيفتي فقط( Joly . Raynal   1962 ). هذا الربط لم يتم رصده مع السهول الأطلنتيكية : فلا يوجد أي دليل يربط التوضعات الجليدية للجبال العالية مع التوضعات القارية للمناطق السفلى الأطلنتيكية.
2-      التغييرات المناخية في المغرب لا يوازيها دائما تغير واضح في الوحيش :
الفترات المطيرة هي المسؤولة عن توضعات قوية السمك ويمكن اعتبارها كأزمات مناخية حادة باردة في الجبال ورطبة في السهول. إلا أن الوحيش الرباعي في الساحل الأطلنتي لا يسجل هذه التغييرات المناخية ما عدا في الرباعي الحديث. هذا الوحيش من نوع مداري أو شبه مداري يتكون من الفيلة، فرس النهر، وحيد القرن، الخيليات، والغزلان مما يشير إلى مشهد طبيعي من نوع السفانا والسهوب مع بعض النباتات الشجرية المتفرقة.  سيستمر هذا الوحيش وسيدوم بدون اضطراب خلال الفترة بعد فيلافرانشيةBiberson    1196. فهل هذا راجع للإعتدال الأطلنتي ودور المحيط في تلطيف الجو ؟ ولماذا المستويات القارية تشهد بوضوح على تغييرات مناخية في هذه المناطق الساحلية؟ إن التحولات في الوحيش ستصبح واضحة في السلطاني والعامري الأعلى : ففي السلطاني ظهور الدببة والخنازير والأيليات Cervidés) ) الأوروأسيوية يمكن تفسيره بالدور الذي لعبته المنطقة الجنوب متوسطية كملجأ للوحيش الذي هاجر بسبب ظروف مناخية باردة وحادة في اوروبا الوسطى خلال الإنجلاد الأخير.أما بالنسبة للوحيش  البارد العاميري : الدببة، البقريات، والأيليات فيطابقه الإجتياح الوحيد لوحيش بحري بارد  Biberson 1961  ، وبالتالي يعتبر العاميري الفترة الأكثر برودة في الرباعي.ومع هذا كله مازال الرباعيون يعتبرون العاميري أقل برودة وأكثر اعتدالا. كما أن التانسيفتي الذي يعتبر من بين الفترات الماطرة الأكثر حدة يتناقض مع الوحيش المداري الموجود فيه.Beaudet  1967
3-      الإختلافات الجهوية وتنوع التطور الرباعي :
المورفوتشكال الحالي في المغرب يبرز تباينات جهوية مهمة : فالجبال العليا مجال التصدع الجليدي والتدفقات الوحلية تتناقض مع الأقاليم الشبه الجافة الجنوبية والشرقية حيث الغطاء النباتي المتفرق فوق تربة رقيقة هيكلية مع جريان سطحي منتشر  Ruissellement diffus)). أما في المغرب الشمالي الغربي، مجال الغابات الكثيفة، فتسود الإنزلاقات على السفوح و نجد الجريان النشيط المنتشر والمركز على الصخور الهشة (طين الترياس). هكذا فليس من المنطقي أن تؤدي  ظروف مطيرة (باردة في الجبال ورطبة في السهول)، في هذه المناطق المتباينة أصلا في خصائصها المورفوبيومناخية، لنفس النتائج -  تجوية قوية نقل ونحث على السفوح، وردم الأودية.
4-      عدم إعطاء الأهمية لعمليات التترب :
 رغم أن علم الترابة Pédologie لم يتطور بعيدا عن مجال المورفلوجيا في المغرب إلا أن العمليات الفيزيوكيميائية داخل الأتربة والبحوث النظرية لتكونها تبقى محدودة ولم تحض باهتمام الباحثين 1967  ونخص بالذكر عمليات التقنئة، تركز الكلس، نشأة الأطيان Argilogenèse، تطور المادة العضوية وتحويلها، Brunification. وفيما يخص تكوين التربة فهناك توجهين:
-التوجه الكلاسيكي : حسب هذا التوجه فإن نشأة وتطور التربة هو أساسا نتاج ظروف الوسط الحالي وبالتالي يجب ربط الأتربة بالظروف المناخية الحالية(Aubert . Bryssine ) .
-التوجه المورفلوجي : أعمال Pujos   1957 تبين على العكس أن عملية التترب ليست مهمة حاليا بل إن الأتربة تطورت خلال الفترات المطيرة الرباعية في ظروف مناخية مغايرة للظروف الحالية. وكل فترة ماطرة تتميز بنوع معين من التترب؛ كتكون القشرات الكلسية في التانسيفتي، والتقنئة في السلطاني والتسويد Noircissement في الغربي. .إذن فإن مستويات التترب داخل التوضعات السطحية هي بمثابة شواهد لفترات ماطرة سالفة و كل مستوى يحتفظ بخصائص عملية التترب التي نشأ وتطور عليها قبل أن يغمر بتوضع لاحق. كما يمكن لتربة معينة أن تستمر في تطورها خلال عدة فترات مناخية فتعطينا تربة متعددة الأطوارSols polyphasés)) وقد تعرضت لعدة فترات متتالية من التترب. وعموما نستنتج أن الأتربة هي موروثة من فترات مطيرة وأن كل مستوى قاري يطابقه (في منطقة معينة) نوع معين من التربة. ولذلك عند أخد المقاطع يهتم الجيومورفلوجي بالخصائص الترابية للتوضع كاللون وتركز الكلس والبنية والتركيب الخ....إن عملية التترب لا تبدأ دائما بعد التوضع ولكن قد تتزامن معه في الفترات المطيرة Tricart . Raynal)  1964 ).
 العديد من الأتربة جد متطور بما لا يحتمل الشك : فالمظهر العام لمنحنى توزيع الكلس، والتقنأة، وازدياد نسبة الأطيان أحيانا يبرهن على هذا التطور. هذا النوع من التطور يستوجب وقتا كافيا ويتطلب ظروفا مناخية رطبة وغطاء نباتيا كافيا (حتى لا يتعرض الأساس المتترب  للتعرية). إن نشوء هذه الأتربة لا يتوافق مع الجريان الشامل (المنتشر) المسؤول عن بناء المستويات القارية (Glacis (. فإذا كانت عملية النقل النشيط على السفوح تعزى للفترات المطيرة – فهل فترات السكون الدينامي  والتترب ستطابق الفترات البيماطرة ؟ وهل هذا سيكون صحيحا لكل المناطق ؟ 
أما التقنأة المتجانسة للتوضعات على سمك مهم فقد كانت تفسر بتترب مقنَأ متزامن مع التوضع ويظهر أن من المنطقي أن تكون مرحلة التقنأة سالفة للتوضع. ونشير هنا لأهمية استخراج وتحديد  الخصائص الموروثة من الخصائص المكتسبة بعد التوضع وأثنائه عند دراسة كل مقطع.
القشرات الكلسية تنتسب للجريان السطحي عند المرور من ( الماطر- البيماطرة )، كيف يمكن للجريان السطحي أن يكون مهما وشاملا (منتشرا) في نفس الوقت الذي تبدأ فيه الأودية بالحفر بجريان مركز؟
            5- الربط بين المستويات القارية والبحرية :
 حسب المنظور الكلاسيكي فإن التوضعات القارية الماطرة متزامنة مع التراجعات البحرية إلا أن هذا لم تتم ملاحظته بكيفية مباشرة إلا بالنسبة للسلطاني   A.Weisrock)  1980)

V- إطار الفرضيات الجديدة Cadre des hypothèses nouvelles 
من الإنتقادات السالفة نشأ إطار الفرضيات الجديدة، وهو مفهوم تربوي مخالف للمنظور الكلاسيكي، وانطلق أساسا من ملاحظات الإختلافات الجهوية (المورفلوجية) الناتجة عن تمايز-في الزمان والمكان- للآليات المورفوتشكالية والترابية. -Différenciation de processus morphopédogénitiques-  لذلك فتأثير الفترات الماطرة واضحة في الجبال (تشكيل جليدي وشبه جليدي)، أما في المناطق الجافة فالمورفوتشكال  (وبناء المستويات القارية)لا يمكن أن يكون نشيطا إلا في الفترات الماطرة. بينما في المناطق الدافئة والرطبة الأطلنتية والمتوسطية فإنها تعرف تطورا آخرفخلال الفترات الماطرة تنمو الغابات الكثيفة وتنشأ الأتربة. هذا الغطاء النباتي يثبت المواد والأتربة على السفوح فتكون مياه الأودية بدون حمولة خشنة (أتاءات) فتقوم بحفر مجاريها. و في الفترة البيمطيرة تتراجع  الغابات، فتتعرض المواد والتربة للنقل  فتنشأ الحادورات والمصطبات. انطلاقا من دراسة نشوء هذه الأتربة في علاقتها مع التغييرات المناخية يمكن أن نتعرف على مجالات مورفومناخية رباعية Beaudet1971. في هذه النطاقات المورفومناخية تسلسل الآليات المورفوتشكالية مختلف والمستويات الناتجة عنها مغايرة لا تعود لنفس الفترة. إذن فإن المنظور الجديد يأخد بعين الإعتبار الظروف الدقيقة للتعرية في مختلف النطاقات الإرتفاعية من جهة ودور الغطاء النباتي من جهة أخرى. إن التمييز بين فترات الترسبات القارية وفترات التترب واعتبار المورفوتشكال الرباعي غير شمولي بل إقليمي والإعتراف كذالك بأن أشكالا متشابهة يمكن أن تنتج تحت ظروف مورفومناخية متنوعة قد صادق عليه كل من (J.Dresch   1972 و Tricart et al 1972 . أما عمليات الحفر والترسيب فإن تعقيدهما ناتج من احتمال وقوعهما في فترة جافة أو فترة رطبة على السواء وأحيانا وقوعهما في نفس الوقت على نقط مختلفة من نفس الوادي (1980      Weisrock  ) لكل هذه الأسباب يمكن أن تقع تفاوتات وعدم التطابق التام بين الفترات المورفوتشكالية والفترات المناخية.
في 1969 اقترح J .Dresch   استبدال التسمية الكلاسيكية الدقيقة بدون شك، ولكن التي قد تؤدي إلى بعض المغالطات،  بتسمية جديدة تكون أكثر ملائمة وشمولية بتقسيمات جد بسيطة  انظر الجدول5

البليستوسين الحديث والهولوسين
بليستوسين
الرباعي
البليستوسين الأوسط
البليستوسين القديم
الفيلافرانشي الأعلى












جدول5 : اقتراح J.Dresch   1969 –  محاولة لتقسيم بسيط للرباعي القاري المغربي
لقد كان هذا التقسيم منطلقا للتصنيف الجديد الذي أقره G.Beaudet )  1971 ) في إطار الفرضيات الجديدة  بحيث قسم الرباعي إلى قسمين : الرباعي القديم أو الفيلافرانشي والرباعي الأوسط والحديث (البليستوسين) الجدول6

الرباعي
الرباعي الأوسط والحديثالبليستوسين
البليستوسين الحديث

الماطر السلطاني والفترة البيماطرة التي تليه
البليستوسين الأوسط
الماطر العاميري والتانسيفتي والفترتان البيماطرتان اللتان تليهما
البليستوسين القديم
الماطر الركراكي والسالوي والفترتان البيماطرتان اللتان تليهما 
الرباعي القديم = الفيلافرانشي


جدول6 :  التقسيم الجديد للرباعي القاري في إطار الفرضيات الجديدة ( G.Beaudet  1971)


المصطلحات الكلاسيكية المستعملة هنا لا تعبر إلزاما لا على فترة رباعية دقيقة ولا على سحنة رسوبية معينة كما أن هذه المصطلحات لا يجب استعمالها إلا للتعبير عن المستويات التي تكونت خلال الفترات الماطرة، أما الغربي فيمكن الإحتفاظ به لوحدة سحنته.
إن أعمال (J.Martin 1981 ) في الأطلس المتوسط الأوسط Moyen atlas central تدخل في إطار الفرضيات الجديدة، حيث أنه قسم نطاق المورفوتشكال إلى قسمين حسب الإرتفاع : نطاق الجبال المرتفعة ونطاق الارتفعات المتوسطة والمنخفضة. وفي هذا النطاق الأخير استطاع أن يبرز الإختلال في التوقيت وعدم التزامن بين توضع المصطبة (الماطر) ونحث حادور التعرية في صخور رخوة (البيماطر). الغطاء الحطامي للحادور لا يدمج في التطبق مع مواد المصطبة بل يغطيها، نفس الملاحظة نجدها عند (A.Weisrock  1974-1980 )  أما Maurer 1968 في الريف الأوسط فمع أنه لا يتفق مع المنظور الكلاسيكي إلا أنه استعمل نفس المصطلحات للتعبير عن الأشكال والتوضعات التي تكونت خلال الفترات البيماطرة، في حين Couvreur  1978 في الأطلس الكبير الأوسط يطبق التسمية الكلاسيكية بدون إقحام  الركراكي. وفي ملوية العليا Dutour    1983 يطبق االتصنيف الكلاسيكي بكيفية جزئية وفي 1985 يطبقها كما هي. هكذا نشأ نوع من الإرتباك لأن نفس المصطلح يمكن أن يعبر في نفس الوقت عن أشكال ومواد فترة ماطرة وفترة بيماطرة تابعة.

VI- محاولة إعادة تعريف وتحديد الأدوار المناخية القارية الرباعية P.Biberson    1971

بالنسبة ل P.Biberson محاولة تبسيط التقسيم الرباعي القاري المغربي لا يدخل في سياق التقدم الذي تم إحرازه في العلوم الرباعية في المغرب. وأشار إلى:

أ‌-        أن تسمية 1956 كانت نتيجة المؤتمر الثالث الإفريقي لعلوم ما قبل التاريخ ودراسة الرباعي الذي أوصى باستعمال مصطلحات إقليمية لتسمية الفترات الماطرة الإفريقية، والهدف من هذا هو تجنب الربط بين القارات دون الإعتماد على أسس ثابتة وبراهين دامغة.
 ب- وأن الإنتقادات الموجهة للإطار الكلاسيكي لا تشكك في التزامن المحتمل بين الإنجلادات الأطلسية والإنجلادات الألبية وكذلك مع الفترات الماطرة لإفريقيا الشمالية.
ج- كما أنه لا أحد يشكك على أن التوضعات القارية المدرجة بين مستويات ساحلية مرتبطة بالتجاوزات البحرية هي توضعات معاصرة لفترات التراجع ومع الفترات المطيرة المتزامنة مع الإنجلادات الأطلسية والألبية. من هذا المنطلق يتسائل أليس جديرا بنا إعادة تحديد الأدوار المناخية عوض استبدالها بكيفية جدرية؟

ولخص P.Biberson أهم الإنتقادات الموجهة للإطار الكلاسيكي كما يلي :

1)      عدم ملائمة بعض المقاطع النموذجية المختارة، ويقول P.Biberson  أنه كان الأول الذي وضع تحفضات على اختيار كهف دار السلطان كموقع نموذجي للسلطاني Wurmien marocain) ). إن اختيار مقاطع جديدة أكثر ملائمة لا يبرر كيفما كان الحال أن نتخلى عن المصطلح الأول الذي له حق السبق.
2)      الدليل الأساسي للمنتقدين يكمن في الإختلافات الحالية للمناخات الجهوية في المغرب، و يدفعنا في التفكير على أن تباينات واضحة بين الأقاليم المناخية كانت دائما قائمة خلال الرباعيكما يجعلنا مقتنعين بأن التكوين المورفلوجي والرسوبي والترابي ليس متماثلا ومتشابها بل وليس متزامنا في كل أنحاء المغرب، وبالتالي فيجب أن تشمل الدراسة نطاقات جغرافية معينة متميزة بوحدة التطور. و يبدو أن فترات التشكيل الجليدي والشبه الجليدي في الجبال، وبناء الحادورات على قدم السفوح، وتراكم النشر الحصوي والغريني على الهضاب والسهول وبناء المصطبات النهرية يمكن أن يعكس تفاوتا في التوقيت حسب المناطق بل وحتى في نفس الحوض، وعلى طول نفس الواد، فليس من المنطقي أن نجعل كل هذه الظواهر متزامنة في كل أنحاء المغرب. ولابد من أخذ هذه الملاحظات بعين الإعتبار
إن المواقع المثالية Sites éponymes  للرباعي البحري أخذت على نفس المقطع مما يسهل عملية الربط فيما بينها  عكس المواقع المثالية القارية التي أخذت في مناطق متباعدة فيما بينها توجد تارة في النطاق الرطب الأطلنتي (السالوي ، السلطاني والغربي) وتارة في  النطاق الشبه الجاف للمغرب الشرقي (الملوياتي) وتارة أخرى في الوسط Maroc central بالنسبة (للعاميري والتانسيفتي) وكل هذه النطاقات شهدت تطورات متمايزة قديمة.

إن المغرب يتميز بتنوع آليات التطور المورفوستراتيغرافي : فيمكن أن نعتمد في تقسيم الرباعي على ظاهرة الإنجلاد والإنحسار في جبال الريف والأطلس وعلى التجاوزات والتراجعات على الساحل الأطلنتي وعلى مخلفات وشواهد الفترات الماطرة في السهول وعلى الهضاب الداخلية إضافة إلى المناطق المتاخمة للصحراء. إذا اعتمدنا على هذه الوجهات الثلاث يمكننا،  يقول P.Biberson ، أن نحدد إطارا زمنيا استراتيغرافيا نسبيا للرباعي المغربي ويمكننا أن نتخذ قاعدة تغير مستوى البحر Variations eustatiques كمنطلق لنحصل على إطار متماسك. وفي هذا التصور بداية كل دورة بحرية تكون في أوج التراجع (أوج الإنجلاد) وبالتالي بداية كل دورة قارية تكون في أوج التجاوز أو أوج الفترة البيجليدية.إذن فالمستويات البحرية هي التي ترسخ حدود الفترات الرئيسية القارية، و سنحصل على تعاقب وتوالي متناسق لدورات بحرية ومناخية جد متداخلة ولا يمكن أن نفصل فيما بينها إلا بدراسات إقليمية دقيقة. هكذا فالظواهر القارية من تعرية وترسيب يمكن أن تقع في بداية أو وسط أو نهاية الدورة المناخية حسب المناطق.





تحديد الأدوار المناخية 

العركوبي .Argoubien  :
 إن الدورة الأكثر قدما في الرباعي المغربي في حدود البليو- بليستوسين لم تعط لها تسمية محلية سنة 1956 وبقي مصطلح الفيلافرانشي الأسفل متداولا. وقد اختار  P.Biberson  لهذه الدورة اسم العركوبي نسبة لعركوب الحفيض في السهل الأسفل لواد عكراش (رافد لأبي رقراق). في هذا الموقع المثالي يبين المقطع  استراتيغرافيا واضحة ويحتوي على وحيش بحري و قاري متميز كما يمكن ربطه مع الأدوار الموالية مباشرة في منطقة الرباط. وحيش الفقريات يجمع بين أصناف من نوع ميوبليوسين Mastodonte ) ) و ( (Hipparionوأصناف أخرى رباعية كالفيلة والخيليات. مقطع واد عكراش يحتوي في القاعدة على المغربي Moghrébien  ويمكن الربط بينه وبين موقع دوار الدوم الذي يعتبر ملوياتيا ساحليا. من التحليل الإستراتيغرافي ومن المعطيات  الإستحاتية يمكن إعطاء التعريف التالي :" العركوبي  يطلق على الدورة المناخية في بداية البليستوسين،والتي  تتبع مباشرة المغربي البحري (و تعاصره جزئيا). هذه الدورة هي المسؤولة عن التوضعات القارية التي تحتوي على حيوانات ثدية تجمع بين أصناف البليوسين والأصناف الأولى للبليستوسين كالفيلة الأوليةهذه الدورة تبدأ بالتراجع المغربي وتنتهي ببوادر دورة جديدة : الملوياتي".

الملوياتي : تم التعرف عليه في السهل الأوسط والأعلى لملوية من خلال أبحاث R.Raynal ويعبر في المغرب الشرقي على فترة مناخية مسؤولة عن أشكال متداخلة في الفيلافرانشي القديم. تنتسب إليه المصطبة الخامسة أو"مصطبة 150م" في الأودية ويعادل الفيلافرانشي الأعلىالعديد من الباحثين يربطون تكوينة المعمورة الحمراء التي تنتشر كثيرا بالمغرب الأطلنتي  بهذا الماطر. إلا أنه يبدو صعبا ربط تكوينات المغرب الشرقي بتكوينات المغرب الأطلنتي. ومن الأفضل أن نجعل التكوينة النموذجية للملوياتي في المغرب الأطلنتي في محجرة دوار الدوم بالرباط، والتي يمكن ربطها بالعرقوبي الذي يسبقها ومع السلاوي الذي يليها. من خلال التحليل الإستراتيغرافي يمكن تعريف الملوياتي  كالتالي : " الملوياتي دورة مناخية في البليستوسين الأسفل، تتبع العرقوبي وتسبق السالوي وتنتهي بأوج التجاوز المسعودي".   ( أما الركراكي فهو أحدث جزء من الملوياتي). إن الموقع الزمني الإستراتيغرافي للملوياتي بين العرقوبي (الفيلافرانشي الأسفل) والسالوي (الفيلافرانشي الأعلى) وقبل التجاوز المسعودي يجعله موازيا للفيلافرانشي الأوسط لأوروبا الجنوبية الذي يعاصر انجلاد الدانوب في الألب.

السلاوي : نسبة لهضبة سلا، ولكن لعملية الربط مع الأدوار البحرية تم اختيار موقع محجرة شنايدر Schneider  في المعاريف المطار. ومن خلال الموقعين يمكن تعريف السلاوي كما يلي :" السلاوي دورة مناخية لآخر البليستوسين الأسفل، تتبع الملوياتي وتسبق العاميريتبدأ بالتراجع بعد مسعودي و تنتهي بأوج التجاوز المعاريفي". في الجبال مورفلوجية شبه جليدية Périglaciaire جد متطورة لهذه الفترة مرتبطة بالركامات الجليدية. في المناطق القرب صحراوية نشر سطحي للحصى الذي يشكل الرق الجد قديم. والفترة الأخيرة لهذه الدورة كانت ملائمة لتكون عقد حديدية تلون التوضع بلون أسمر واضح التباين مع اللون الأحمر للملوياتي. الأدوات الحجرية موجودة بكثرة من نوع  قبأشولي متطور Préacheuléen évolué. السالوي ينفرد بكيفية واضحة لوجوده بين التجاوز المسعودي والتجاوز المعاريفي مما يجعله موازيا للفيلافرانشي الأعلى الذي يطابق انجلاد الكونز Gunz .

العاميري : " دورة مناخية لبداية البليستوسين الأوسط ،  تتبع السلاوي وتسبق التانسيفتي، و تبدأ بالتراجع بعد الأوج المعاريفي وتنتهي بأوج الغمر الأنفاتي". على الساحل، العاميري عبارة عن رمال ريحية وتكوينات كلسية، أما في الداخل على سهول وهضاب المغرب الأوسط فهو عبارة عن طمي برتقالي أو أحمر والذي سمي بالطمي القديم (Limons anciens  ). وفي الجبال تم التعرف على مورفلوجيا شبه جليدية لهذه الدورة في المناطق الجد مرتفعة فقط، مع غياب أشكال جليدية حقيقية. وفي المناطق الشبه صحراوية نشر حصوي جديد يشكل الرق القديم وهو متداخل في الرق الجد قديمأما بالنسبة لوحيش العاميري فنلاحظ انقراض الأصناف البدائية للبليستوسين الأسفل وظهور أصناف جديدة مثل : Pomel, Eléphas Iolensis Pomel  Eléphas Atlanticus مع العديد من الخيليات الزردية Equidés zébrés والظباء وكذلك الدببة.
ولأول مرة في المغرب نجد بقايا عظام الإنسان وهو من نوع أتلانتروب Atlanthropus mauritanicus  .
بالنسبة للأدوات الحجرية في البداية الأشولي القديم Abbevillien وفي الأخير الأشولي الأوسط.
العاميري محدود بأوج التجاوز المعاريفي والأنفاتي ويعادل إنجلاد الميندل.

التانسيفتي : ينتسب لواد تانسيفت وهنا يصعب ربطه بالدورات البحرية إلا أنه حدد كتكوينات الفترة الماطرة ما قبل الأخيرة(Riss ) والأدوات الحجرية التي يحتويها عبارة عن آشولي متطور. وهنا أيضا نجد أن مقاطع سيدي عبد الرحمان تحتوي بجلاء تكوينات المطير ما قبل الأخير ومنه نستنتج التعريف التالي : " التانسيفتي (بمدلوله العام ) هو دورة مناخية لنهاية البليستوسين الأوسط تتبع العاميري وتسبق السلطاني، و تبدأ بفترة تراجعية بعد الأوج الأنفاتي وتنتهي بالأوج الألجي ". الغمر الهاروني الرباطي يقسم التانسيفتي إلى قسمين : التانسيفتي الحقيقي والقبسلطاني. التانسيفتي ليس بفترة توضعات قوية ولكنه فترة تفسخات فيزيوكيميائية عميقة. في الساحل كما في الداخل نجد قشرات كلسية منتشرة وأحيانا كلس جيري غباري Calcaire pulvérulent . في الجبال نصادف توضعات شبه جليدية في مستويات ارتفاعية منخفضة مقارنة مع توضعات السلطاني. ويتبين أن التانسيفتي الحقيقي أكثر برودة من العاميري أما القبسلطاني فهو أكثر رطوبة.
في المناطق الشبه صحراوية الرق الأوسط ينتمي لهذه الفترة. أما الوحيش فهو من نوع سوداني مع الفيلة وحمار الوحش والظباء والغزلان والنعاموالأكثر تميزا لهذه الفترة Eléphas atlanticus marocanus  إنسان هذه الفترة هو من صنف الأطلانتروب   Atlanthropes  مع خصائص متطورة. وقد اكتشف ثلاثة بقايا لهذا الإنسان وهي حسب القدم : إنسان سيدي عبد الرحمان – إنسان الرباط ثم إنسان تمارة. الأدوات الحجرية من الأشولي الأوسط والأخير إلى الأشولي المتطور والنهائي. التانسيفتي يقع بين الطابق البحري الأنفاتي والألجي.

السلطاني : ينتسب لكهف دار السلطان إلا أن توضعات هذا الكهف لا تمثل كل هذه الفترة المناخية ومن الأفضل أن نتخد مقطع سيدي عبد الرحمان كنموذج لأنه يسمح بربط السلطاني مع المستويات البحرية من جهة ومع المستويات القارية (التانسيفتي والغربي) من جهة أخرى. "السلطاني عبارة عن دورة مناخية للبليستوسين الأعلى الذي يتبع التانسيفتي والذي يسبق الغربي. يبدأ مع التراجع الذي يلي الأوج الألجي وينتهي مع أوج الغمر الملاحي.  في المغرب الأطلنتي يتكون السلطاني من طمي (وأحيانا حصويا) ملون بالأحمر القاتم (الطمي الأحمر الأعلى) أو الحديث. في الجبال ركامات جليدية، أما في المناطق الشبه صحراوية فنجد الرق الحديث. في السلطاني نلاحظ انقراض عدة أصناف من وحيش الرباعي القديم والأوسط وظهور وحيش أوروأسيوي : الدبيات، والأيليات والخنزيريات و وحيد القرنRhinoceros mercki  . الأدوات الحجرية : الموستيري- العاطيري والإبيروموروزي. ويعادل السلطاني انجلاد الفورم.

الغربي : في البداية اعتبر كنصف دورة. وتشير التواريخ المطلقة أنه جد حديث ممتد حتى العصر الوسيط، ويغطي في سهل سبو الآثار الرومانية، فهو إذن فترة حديثة تهم الهولوسين الحديث فقط.

Quaternaire
Holocène                               Rharbien
Pleistocène
Pleistocène sup      Soltanien


Pleistocène moy     Amirien et Tensiftien


Pleistocène inf      Moulouyen et Saletien


جدول7 :              اعادة تحديد الدورات المناخية للإطار الكلاسيكي P. Biberson 1971 

إعادة تحديد الأدوار المناخية ساعد على الحفاظ على التسمية الكلاسيكية (1956) بعد أن أصبحت أكثر مرونة وملائمة لتدمج فيها جميع الملاحظات الحديثة.




VII اقتراح Texier, Raynal et Lefevre           1985 

إن نظام التقسيمات الزمنية الرباعية في المغرب  يأخذ به بعين الإعتبار في بلدان المغرب وأحيانا في شبه الجزيرة الإيبيرية. ومع ذلك فإن أساس هذه التقسيمات تكتنفه العديد من نقط الضعف وقد طرح     Texier,Raynal , Lefevre 1985 مقاربة جديدة تتلائم وتتطابق فيها المعطيات القارية والبحرية.

1- الإنتقادات الجوهرية
ففي المجال القاري يرتكز التسلسل الزمني على معرفة الفترات الجافة والمطيرة إلا أن هذا التصور المناخي ليس دقيقا ويشوبه الغموض حيث عناصر المناخ غير محددة ( الحرارة، التساقطات، التوزيع....). والفترات المطيرة المرتبطة بالإنجلادات الأوروبية هي المسؤولة عن فترات الإرساب Choubert 1956A.Weisrock 1983.
إلا أن الدراسة الدقيقة للأتربة الموروثة عن الفترات " البيماطرة" تشير على أن هذه الأتربة نشأت و تطورت في ظروف مناخ رطب إلى جد رطب، بتساقطات منتظمة في إطار حراري في البداية دافئ وبعد ذلك أكثر برودة A. Elhajraoui 1985) ( إذن خصائص الفترة المطيرة. أما نقل المواد الصلبة فيتم في الفترة الجافة أساساوإذا تم الإجماع على ربط الفترات المطيرة بالإنجلادات باستثناء H.Rohdenburg § U.Sabelberg   1973 فإن أعمال D.Lefevre  1985 تربط الفترات الجافة بالفترات الجليدية.(قلب الوضع الكلاسيكي)
أما في المجال البحري : فالتسلسل الزمني الكلاسيكي لا يأخذ بعين الإعتبار إلا أعلى المستويات التي وصلها المد خلال الغمر، مع أن مفهوم الطابق يشمل الدورة كاملة (غمر- تراجع). زيادة على هذا فإن السواحل المغربية تعرضت لتشويهات تكتونية رباعية مع حدة وأهمية متباينة وعلى هذا الأساس لا يمكننا أن نحدد عدد التجاوزات الرباعية  فبالأحرى عدد الأطباق البحرية.

2- ملاحظات عن محتوى الأطباق المستعملة قبل 1985
 الأطباق البحرية : انطلاقا من الأعمال المنجزة على الأصداف البحرية فإن الأدوار المحددة في المغرب ليس لها نفس المدلول   PH. Brebion1980 . ثلاثة أطباق لها وحيش دافئ : المسعودي، الأنفاتي والألجي وتعادل بالتوالي الفترات البيجليدية ( كونز- ميندل، ميندل – ريس، ريس – فورم ).
المعاريفي والهاروني أكثر برودة ويطابقان  مراحل بينية Des interstades   في الميندل وفي الريس.
أما الأبحاث الجديدة في منطقة أكادير (Brebion, Hoang, Weisrock )1984 فإنها تحدد بكيفية دقيقة هاروني عند 260 ألف سنة B.P في حين أن الهاروني بمنطقة الرباط فقد أرخ ب 145 ألف سنة B.P   (Stearns, Thurber   1965 ) . إذن فإن التوضعات الهارونية ليست متزامنة في كل الأماكن وتعود لتذبذبات بحرية مختلفة.
الأطباق القارية : جميع الأطباق القارية بدون استثناء أسندت على مرجعيات مثالية غير ملائمة. إن الدراسات المنجزة في سهل ملوية الأوسط وفي المزيتا (هضبة سلا، واد عكراش، المعمورة، دار السلطان وسيدي عبد الرحمان) تؤكد عدم ملائمة المواقع المثالية للرباعي القاري المغربي وضرورة طرحها ثانية للبحث،  ونخص بالذكر  المرجعيات النموذجية لكل من الملوياتي، السالوي والسلطاني.

3 - أسس الإقتراح الجديد:

ا) الإعتماد على نظرية  )  Erhart 1967 ) : إن الأرصدة الترابية – الرسوبية التي نصادفها على المجال القاري هي نتاج تعاقب فترات مناخية متتالية ؛ فترات الإستقرار الحيوي وفترات الإختلال الحيوي. ففي فترة الإختلال الحيوي تكون التعرية الميكانيكية هي الغالبة بسبب تدهور الغطاء النباتي  فيتم نقل المواد الصلبة والأتربة حتى البحار والمحيطات (مواد رسوبية فتاتية)،  بينما عندما يكون الغطاء النباتي كثيفا (فترات الإستقرار الحيوي) فإن المشهد الطبيعي يكون مستقرا ويتأثر ببطىء بعملية التفسخ الكيميائي ونلتقي هنا مع فكرة تعاقب فترة المورفوتشكال النشيط مع فترة الإستقرار المورفلوجي  morphologique Stabilité       ل  Rodhenbourg و  Sabelberg . 1973 ومن إيجابيات هذه النظرية أنها تقوم على خصوصيات مناخية عامة مستقاة من الملاحظات الميدانية دون  تحديد نموذج مناخي دقيق

ب‌)     التخلي عن المقاطع النموذجية : إن التوضعات القارية غير متواصلة، متقطعة، محلية،  محدودة مجاليا وزمانيامظاهر نطاقية)  وهي مرتبطة بالأنظمة المورفومناخية. أما فترات التترب فيصعب إدراكها. وبالتالي فإن مقطعا نموذجيا واحدا لا يمكن أن يعبر إجمالا عن الزمن الذي استغرقه الطابق القاري. ولكن مجموعة من المقاطع المنتقاة  والمؤرخة بعناية، يمكنها أن تعبر عن تتابع الأحداث الجيولوجية التي وقعت خلال المدة الزمنية  للطابق البحري أو القاري.

ت‌)     مبدأ  الربط بحري / قاري(
 يرتكز على مفهوم الوحدة (المناخ/رسوبية) Climato-sédimentaire) (  Bonifay 1964 











Variations climatiques continentales
Variations du niveau de la mer
Régression
تراجع

Cycle marin =Etage marin

Cycle continental = Etage continental
Biostasie=Interaride = interglaciaire
Maximum transgressif
فترة الإختلال الحيوي=جاف =فترة جليدية
Rhéxistasiearide= Glaciaire
تجاوز
Transgression
تراجع
Régression





هكذا حددت فترات زمنية ذات نزعة عامة إحيائية أو بيإحيائية، إلا أن هذه الفترات تشمل حقيقة معقدة وتحتوي على تذبذبات مناخية مضادة، أما فترات الإستقرار الحيوي فهي معاصرة لأوج الغمر البحري.

5-      الإقتراح الجديد للتسلسل الزمني الرباعي ( جدول: 9 )

 -التسلسل الزمني البحري لقد وضع هذا التسلسل على أساس :
 ا- الإحتفاظ ما أمكن على المصطلحات المستعملة من قبل.
ب‌-    تحديد أدوار مطابقة للدورات الهزهزية الجليدية كاملة تشمل(الغمر- التراجع).
ت‌-    مطابقة النظام الأطلنتي مع النظام المتوسطي.

وحسب مبدأ الربط أعلاه ( بحري-قاري) وحسب نتائج دراسة P.Brebion 1980 فقد تم اختيار اسم المسعودي الأنفاتي والألجي لأهم الأدوار البحرية في البليستوسين والتي تتبع الدورة المغربية Moghrébien  Leالتي تطابق البليوسين الأوسط والأعلى (R.Wernli 1978-79) وتوافق هذه الأطباق على التوالي الكلابري- السيسيلي- والتيريني.
كل طابق أو دور يقسم إلى ثلاثة أجزاء :
-     الجزء الأسفل يطابق بداية الغمر البحري
-         الجزء الأوسط  يطابق أوج الغمر البحري
-          الجزء  الأعلى يطابق مرحلة التراجع البحري
حسب هذا الإقتراح الجديد فإن أعلى المستويات ذات الوحيش البارد  (المعاريفي والهاروني) ليست إلا تذبذبات وسط الدورات وهي ناتجة عن تشويهات تكتونية محلية أو عن حركات هزهزية لمستوى البحر. لهذا تم اقتراح الدورات البحرية التالية انظر الجدول   9 و 10 :

+   الدورة المسعودية التي تطابق الكلابري( 0,7 - 1,9) م سنة وتنقسم إلى :

   - المسعودي الأسفل = الكلابري الأسفل
   - المسعودي الأوسط = الكلابري الأوسط Emilien– أو المسعودي بحصر المعنى ((au sens strict بوحيش دافىء
   - المسعودي الأعلى = الكلابري الأعلى مع تذبذب إيجابي (المعاريفي) بوحيش بارد. الطور النظيري 19-22

الدورة الأنفاتية التي تطابق السيسيلي (0,3 – 0,7) م سنة وتنقسم إلى :

-         الأنفاتي الأسفل = السيسيلي الأسفل
-          الأنفاتي الأوسط = السيسيلي الأوسط = الميلازي Milazzien أو الأنفاتي بحصر المعنى بوحيش دافىء ويعادله الطور النظيري 13-15 .
-          الأنفاتي الأعلى = السيسيلي الأعلى

الدورة الألجية التي تطابق التيريني  بين  300 ألف  و 16 ألف سنة وتنقسم إلى :

-         الألجي الأسفل = التيريني الأسفل مع تذبذبين إيجابيين على الأقل :
×الهاروني الجنوبي = (أكاديري) أرخ ب 260 ألف سنة من طرف (Ph.Brebion C.T.Hoang et A. Weisrock 1984)
× الهاروني الشمالي = الرباطي والمؤرخ ب 145 ألف سنة
(C.E Stearn et D.L Thurber 1956)      
-         الألجي الأوسط = التيريني الأوسط Eutyrrhénien
-         الألجي الأعلى = التيريني الأعلى أو النيوتيريني   Néotyrrhénien مع تذبذبين إيجابيين

+  الدورة الملاحية = Versilien= Nouakchottien  وتنقسم إلى :
الملاحي الأسفل : 000 15 إلى 6500  B.P
الملاحي الأوسط : 6500 إلى 3500 B.P
الملاحي الأعلى : ما بعد 3500 B.P

 – التسلسل الزمني القاري : 
 قسم البليستوسين إلى أربعة دورات بيإحيائية رئيسية Périodes rhéxistasiques سميت من الأقدم إلى الأحدث كما يلي : الملوياتي – العاميري – التانسيفتي – السلطاني إضافة إلى الغربي. هذه الأسماء ليس لها مدلول المفهوم الكلاسيكي : فهي لا تعود لأية مرجعية إستراتيغرافية نموذجية ولكنها تعبر عن مدة أوفاصل زمني. كل مرحلة اختلال حيوي (فترة بيإحيائية)=(فترات جافة) تطابق فترة جليدية أوروبية :
السلطاني = الفورم  Würm
التانسيفتي = الريس   Riss
العاميري = الميندل  Mindel
الملوياتي = الكونز   Gunz
ثلاثة مراحل إستقرار حيوي مدرجة بين مراحل الإختلال وقد سميت من القديم إلى الحديث :
بيملوياتي –عاميري
بيعاميري – تانسيفتي
بيتانسيفتي- سلطاني
وتتطابق بالتوالي مع الفترات البيجليدية الأوروبية ومع الجزء الأوسط  للتجاوزات حيث الوحيش الدافئ في الأدوار المحيطية.
الغربي يطلق على الهولوسين الذي يتزامن مع الجزء الأوسط من الغمر الملاحي.



الملوياتي يجمع الأدوار القديمة (الملوياتي والسالوي) ويشمل البليوسين الأعلى والبليستوسين الأسفل.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة