U3F1ZWV6ZTM2OTAzOTA2MzQ1ODYwX0ZyZWUyMzI4MjE3NTIzNTUyOA==

التحليل التضاريسي للخريطة الطبوغرافية




العرف : توالي لمجموعة من القمم تفصل بينها فجاج.
      مقدمة :
تتكون التضاريس من عناصر متنوعة أولية ومركبة تتألف وتتراكب لتكون الوحدات التضاريسية الكبرى من جبال وهضاب وسهول وتقدم الخريطة الطبغرافية هذه العناصر والوحدات باستعمال رموز وتقنيات وطرق تمثيل معينة، ويعتبر التحليل التضاريسي مرحلة أساسية ضمن مراحل التحليل الشامل للخريطة الطبوغرافية إذ يساعد على ضبط علاقات التفاعل والترابط بين الأشكال التضاريسية السائدة وبقية العناصر الطبيعية من جهة وبين مكونات الوسط البشري خاصة انتشار السكن وأنماط الإستغلال الفلاحي والإقتصادي من جهة ثانية.

1- العناصر المكونة للتضاريس :
1-1- العناصر الأولية:
1-1-1- القمم والأعراف:

القمة هي نهاية الإنحدارات نحو الأعلى أو المكان الذي نشرف منه على الإنحدارات وتأخذ القمم أشكالا متنوعة حسب الشكل الذي تتخذه نهاية السفوح وعليه نميز بين الأنواع الرئيسية الآتية :
- قمة عبارة عن نقطة إذا كانت الإنحدارات تنزل منها في جميع الإتجاهات كما هو الحال في التلال أو السفوح ذات الشكل الأسطواني أو الهرمي؛
- قمة عبارة عن مستوى إذ انبسط سطح القمة وتساوت الإنحدارات عند نزولها نحو الاسفل ؛
- قمة عبارة عن خط منعرج في الغالب إذا تجاوزت القمم الحادة تفصل بينها الفجاج العالية و تشكل هذه القمم عند تواليها ما يسمى بالعرف.


1-1-2- السفوح أو الإنحدارات :
هي الأجزاء أو المسافات الفاصلة بين القمم في الأعلى والمجاري المائية في الأسفل ويمكن التمييز بين السفوح على عدة مستويات :
- على مستوى الشدة أو القوة نميز بين انحدارات ضعيفة أو خفيفة إذا قلت الإنحدارات عن 10%، وانحدارات متوسطة إذا تراوحت بين 10% و 33% ، وانحدارات قوية إذا بلغت نسبتها بين 33% و 50% ، ثم أخيرا انحدارات قوية جدا إذا تجاوزت 50% . ويمكن قراءة أنواع الإنحدارات من حيث القوة بملاحظة مدى تقارب أو تباعد خطوط الإرتفاعات المتساوية فوق الخريطة غير أن ضبط نسبة أو درجة الإنحدار تقتضي القيام بدراسات دقيقة وفق الطريق الآتية:
· تحديد السفح المرغوب معرفة قوة انحداره ؛
· قياس الفاصل الرأسي أو الإرتفاع النسبي بين القمة والنهر أو المجرى المجاور لها اي بين أعلى نقطة وأخفض نقطة على امتدادا السفح ونحصل عليه بعشرات أو مئات الأمتار؛
· قياس الفاصل الأفقي أو المسافة الفاصلة بين قمة السفح ونهاية الإنحدارات عند المجرى المائي بتحويل المسافة إلى مئات الأمتار؛
· بعد هذه القياسات يتم البحث عن نسبة الإنحدارات وفق المعادلة الآتية :
قياس نسبة الإنحدار من نقطة 662 ونقطة 161 أي السفح المطل على مركز في بوفراح ويمكن قياس الإنحدار بالدرجات بقياس الزاوية التي يرسمها المنحدر مع سطح افقي خيالي أو وهمي باستعمال نصف الدائرة أو بضرب كسر معدل الإنـحدار( حاصل الفصل الرأسي على الفاصل الأفقي) في 57.3°
- على مستوى الشكل نميز بين أنواع الإنحدارات الآتية :
· الإنحدار المنتظم وتكون الإنحدارات منتظمة على طول السفح إذا كانت خطوط الإرتفاع المتساوية فوق الخريطة موزعة بشكل متساوي وتكون كل أجزاء السفح قابلة للإستقرار البشري والإستغلال الزراعي شريطة أن تكون الإنحدارات غير قوية؛
· الإنحدار المقعر: تكون الإنحدارات قوية في الأجزاء العليا وتخف تدريجيا اتجاه السافلة وتكون على الخريطة خطوط الإرتفاع شديدة التقارب في الأعلى وتتباعد نحو الأسفل ويسمح هذا النوع بالإستقرار البشري وممارسة النشاط الزراعي في الأجزاء السفلى؛
· الإنحدار المحدب وتكون الإنحدارات فيه ضعيفة في الأعلى وقوية في الأسفل وعلى الخريطة تتباعد الخطوط في الأعالي وتتقارب بقوة في الأسافل في هذا الإنحدار تكون الأجزاء العليا هي الممكن الإستقرار فوقها وممارسة النشاط الزراعي؛
· الإنحدار المعقد أو المركب : في هذا النوع يتغير الإنحدار عدة مرات فوق السفح الواحد وتتوالى أنواع الإنحدارات السالفة الذكر أو بعضها على الأقل وعليه يتيح إمكانات متباينة للإستقرار البشري أو الإستغلال الزراعي؛
· على مستوى طول السفح أو قصره نميز بين سفوح طويلة أو عريضة حيث تكون المسافة الفاصلة بين القمة والسفح طويلة جدا مما يسمح للسكان بالإستقرار وممارسة مختلف أنواع الإستغلال الفلاحي حيث تخصص أجزاء معينة للزراعة وأخرى للسكن وثالثة للرعي... ثم السفوح المتوسطة وتكون هذه المسافات أقل امتدادا وعليه تتيح إمكانات أقل للإستقرار البشري وأخيرا السفوح القصيرة التي غالبا لا تسمح باستقرار أو استغلال بشري خاصة إذا اتصف بالعنف الشديد.


1-1-3- السليل، المجرى المائي، النهر :
وعنده تنتهي الإنحدارات وهو عبارة عن خط منعرج تتجمع عنده المياه النازلة من المنحدرات قد يكون نهرا رئيسيا أو مجرد مجرى مائي أو سليل بسيط، غير أن نهاية الإنحدارات في الأسفل لا يكون دائما عبارة عن مجرى مائي أو أنهار بل تنتهي عند الأحواض أو المنخفضات المغلقة فتشكل عندئذ بحيرات مغلقة أو مفتوحة ينتهي الإنحدار عند مستوى سطح البحر من جهة أخرى ينتج عن الجريان المائي أشكال تضاريسية يسهل قرائتها من خلال الخريطة الطبغرافية نذكر منها :
- المنعطفات النهرية التي يرسمها النهر في مجراه حيث تتآكل الضفاف المقعرة الموجودة في مواجهة التيار المائي ويتم الترسيب على الضفاف المحدبة ( ضفاف ترسيب ) وينتج عن تطور المنعطفات النهرية تراجع السفوح بشكل متفاوت على الجانبين ومن السافلة إلى العالية؛
- مروحة الإنصباب : وتتشكل عند أقدام الجبال ( السفوح الجبلية) بعد ان ينتهي الجريان الحبيس بالجبال ينفرج ويصبح حرا باتصاله بالمنطقة السهلية فيتفرع الجريان ويرسم العديد من الشعاب والمسيلات على شكل مروحة.


1-2- العناصر المركبة :
يتم التمييز بين نوعين رئيسيين من العناصر المركبة وهما الوادي والبينهرين :
- الوادي : وهو تشكيل تضاريسي ناتج عن تقابل سفحين متقابلين تعلوهما قمتين يفصل بينهما قعر الوادي ، ويتكون قعر الوادي من مجريين : قناة الجريان الإعتيادي ومجرى الفيضان.
يجب التمييز بين الوادي وبعض الأشكال التضاريسية التفصيلية الشبيهة بالوادي والتي قد تحتضنها سفوح الأودية وهي:
· الشعب : أو الأخدود وهو تعمق بسيط في السفح.
· العقيق : وهو تعمق قصير وضيق في السفح.
· الخانق : حينما يكون السفحان متقاربان وانحدارهما عنيف عمودي او شبه عمودي V .
· الأمهود : وهو تشكل تضاريسي يتميز بسفحين شديدين وباتساع وانبساط القعر U.
- البينهرين : هو تشكل تضاريسي بارز محصور بين مجرين مائيين فيكون سفحاه متظاهران تعلوهما قمة على عكس الوادي -∩-.


2- الوحدات التضاريسية الكبرى :
نميزها عن الوحدات الأخرى اعتمادا على عدة عناصر كالقطاعات النسبية وشدة الإنحدارات ومدى تعمق الأودية.

2-1- الجبال :
الجبال أراضي عالية شديدة التجزيئ وذات قطاعات شديدة ويعتبر تعنق الأودية وعنف الإنحدار وتجزؤ السفوح وحدة القمم من الخصائص الرئيسية للجبال، وتضم الجبال العديدة من الأشكال التضاريسية منها التضاريس المشرفة أو القمم أو الأعراف وكلما ازداد علوها تجردت من التربة ومن الغطاء النباتي الطبيعي بفعل عوامل التعرية وبالتالي انعدمت كل إمكانية للإستقرار البشري :


- السفوح : وتتجزؤ بسبب نشاط الجريان المائي وتعمق المسيلات والشعاب إلى متون ( تجزؤ السفوح) متوالية وكلما زاد تجزؤ السفوح وعنف انحدارها حد ذلك من فرص وإمكانات الإستقرار.
- الأودية : وتعرف تنوعا شديدا في اتساعها وشكل امتدادها. فهناك الأودية الواسعة حيث تتباعد السفوح المتقابلة بوجود قعور متسعة وتكون التضاريس آنذاك غير معطلة للنشاط البشري.
وهناك الأودية الضيقة جدا حيث التقارب الكبير للسفوح المتقابلة وتكون عبارة عن خوانق بقعر ضيق تعيق الإستقرار البشري.
- الأحواض والمنخفضات الجبلية : وتتميز بسطح شبه منبسط تحيط بها المرتفعات من جميع الجوانب وبالنظر إلى هذه الخاصية الطبوغرافية فهي تسمح بتركز بشري هام واستغلال فلاحي مكثف..


ويتم تصنيف الجبال حسب الإرتفاع المطلق أو الإرتفاع النسبي ومدى تقطع أو تجزؤ السفوح وضيق أو اتساع الأودية وشكل الأعراف حسب الأنواع الآتية :


(خريطة باب تازة) * الجبال العالية : وتتميز بارتفاعاتها المطلقة الهامة التي تفوق 2000 متر وتشكل الأعراف بها تضاريس صخرية شامخة شديدة الإنعراج وكثيرة التفرع وبكثرة الأجراف الصخرية والصخور العالية خاصة قرب القـمم ، ويلاحظ طول السفوح وتدرج واضح على مستوى الغطاء النباتي والذي نجد تفسيره في التدرج المناخي بين العالية والسافلة ولهذه المعطيات انعكاس واضح على الإستقرار البشري وممارسة النشاط الزراعي الذي يقتصر على الأجزاء السفلى بالدرجة الأولى.
( خريطة تامروت ) * الجبال الوسطى الكتلية : تتميز بارتفاعات متوسطة تقل عن 1500 متر من خاصياتها الأساسية أن الإرتفاعات النسبية هامة أكثر من 400 متر على الأقل تكون السفوح بها شديدة التقطع وذات انحدارات عنيفة ضيقة على شكل خوانق أحيانا، أما القمم فتمتاز بحدتها وضيقها ، كل هذه الخصائص تجعل من هذا النوع من الجبال من أصعب البيئات أمام الإستغلال البشري.
( خريطة ايت اورير) * الجبال الوسطى المهواة : تحوم الإرتفاعات المطلقة حول 1500 متر ، من خاصيتها الأساسية الإتساع الكبير للأودية والأحواض التي تشرف عليها أعراف ضيقة وقوسية الشكل في الغالب أما السفوح فقليلة التجزؤ مقارنة مع سفوح الجبال الوسطى الكتلية وبهذه الخاصية فهي لا تعرقل الإستقرار البشري بها.
( خريطة ملوسة ) * الجبال السفلى : وتسمى أيضا بالتضاريس التلية نظرا لارتفاعاتها المطلقة الضعيفة التي تتراوح بين 200م وأقل من 800م على العموم تمتاز بسيادة التلال والمتون وبتجزيئ شديد للإنحدارات غير أن هذا لا يمنع من اتساع الأودية وانتشار الأحواض والمنخفضات الداخلية التي غالبا ما تستقطب السكان والأنشطة البشرية.


2-2- الهضاب :
يتم تعريف الهضبة بكونها أرض منبسطة وأوديتها متعمقة أي أن سطح الهضبة لا يوجد عند مستوى الجريان ولكن في مستوى أعلى يشرف على هذا الجريان كما قد يكون الإشراف على سهول ومنخفضات، وتتكون الهضاب من الأشكال التضاريسية الآتية:


- سطح الهضبة : أو العنصر الهضبي وهو الجزء البارز بين واديين متعمقين.
- الوادي المتعمق : ويتكون من سفحين متقابلين شديدا الإنحدار يتصلان عند قعر ضيق عموما.
- المتون الهضبية : وهو شكل تضاريسي مستطيل في الغالب ذو قمم محدبة ناتجة عن شدة تقطع سطح الهضبة أو سفوحها بفعل تقارب الروافد وتعمقها فيختفي الإنبساط لذلك فهو مرتبط بالهضبة في أعاليه ولهذا الشكل الثالث جوانب – سفحان يطلان على الأخاديد والشعاب وسفح ثالث يطل على الوادي الرئيسي - .
- الحافات أو هوامش الهضاب : تشكل الحافة نهاية الهضبة وتظهر في شكل سفح يتصل بين سطحين منبسطين إحدهما مشرف وهو سطح الهضبة والآخر مشرف عليه قد يكون سهل أو منخفض أو هضبة سفلى.

من جهة اخرى نميز بين الهضاب على مستوى الإرتفاع المطلق وعلى مستوى كثافة الشبكة المائية وتجزؤ السطح :
- على مستوى الإرتفاع المطلق يتم التمييز بين الهضاب السفلى التي لا يتعدى ارتفاعها بضعة عشرات من الأمتار ( هضبة زعـير ) والهضاب المتوسطة التي تقاس ببضعة مئات من الأمتار، والهضاب العليا التي تصل ارتفاعاتها عدة مئات أو بضعة آلاف من الأمتار ( النجود العليا ). إلا أن الإرتفاع المطلق للهضبة ليس له نتائج مباشرة على شكلها السطحي ولا يؤثر وحده على الإستقرار البشري.
- على مستوى الإرتفاع النسبي أو مدى تعمق الأودية نميز بين هضاب بأودية قليلة العمق ( بين 10 و 100 متر) فتكون السفوح قصيرة ذات انحدارات ضعيفة أو متوسطة وبين هضاب أوديتها عميقة بارتفاعات نسبية تعد بمئات الأمتار تظهر على شكل سفوح طويلة أو خوانق عميقة.
- على مستوى كثافة الشبكة المائية نميز بين:


( خريطة المحمدية ) * الهضاب المتماسكة ومن خصائصها تباعد الأودية وضعف تعمقها وقلة الروافد وللإتساع الكبير للأسطح الهضبية وكل هذه الخصائص تجعل منها مجالات ملائمة جدا للإستقرار البشري والإستغلال الزراعي الكثيف. ( سهل الشـاوية ).
( خريطة دبدو ) * الهضاب المجزأة : خاصيتها الأساسية تقارب هام لأوديتها وتعمقها وكثافة روافدها الثانوية وضيق العناصر الهضبية التي تأخذ أشكال محدبة وكثرت المتون ومثل هذه الهضاب تضع صعوبات كثيرة أمام الإستقرار البشري. ( الهضاب العليا).
( خريطة تمنار) * الهضاب الشديدة التجزيء : وتتميز بالغياب التام للعناصر الهضبية المسطحة بسبب التقارب الكبير للأودية وكثافة الروافد فتكون التضاريس عبارة عن متون شديدة التقطع مما يجعلها بيئة صعبة للإستقرار البشري. ( شياظمة).


2-3- السهول :
وهي ذات انحدارات ضعيفة وحيث الأودية غير متعمقة والجريان سطحي والإرتفاعات النسبية جد ضعيفة إلا أن هذا لا ينفي وجود بعض الأشكال التضاريسية البارزة كالتلال كما لا يدل على مدى خصوبة التل الذي يخضع لعناصر أخرى ويمكن التمييز بين عدة أنواع من السهول :


( خريطة سوق أربعاء الغرب ) * سهل مستوى القاعدة : يتميز بضعف ارتفاعاته المطلقة التي تقاس بأمتار معدودة لوقوعه عند مستوى سطح البحر أو المحيط وبانحدار ضعيف جدا وبغياب أشكال تضاريسية بارزة وتكون هذه السهول الأكثر عرضة للفياضانات كما تساعد طبوغرافيتها على انتشار المستنقعات والضايات مما يجعل الإستقرار بها لا يخلو من مصاعب.
( مراكش ﯖليز ) * السهل الفيضي او الوادي الغريني : ويسمى كذلك لارتباطه بمجرى مائي يخترق السهل فتنحدر طوبوغرافيته نحو المجرى ويقدم هذا السهل مزايا كثيرة للإستقرار البشري والإستغلال الزراعي.
( بركان سهل ملوية) * سهل قدم الجبل : وهو السهل الذي يتصل مباشرة بالسفوح الجبلية حيث تنحني طبوغرافيته تدريجيا من أقدام السفوح إلى وسط السهل الذي غالبا ما يخترقه مجرى مائي أو نهر تصب فيه الإنحدارات النازلة من الجبال المجاورة وتتكون بأطراف هذه السهول عند اتصالها بالجبال وبالتحديد بالأماكن التي تمر بها المجاري المائية الرئيسية ما يعرف بمروحة الإنصباب.
* السهول الصحراوية الجافة : وتتميز بالكثافة الهامة للجريان والإتساع الكبير للمجاري المائية الرئيسية غير أن الجريان يكون مؤقتا وغير ثابت مكانيا كذلك ولا تخلوا السهول الصحراوية من بعض الأشكال البارزة الناتجة عن عمل الرياح كالتلال المنعزلة المستديرة والكثبان الرملية والأعراف الصخرية الحادة وتغطي سطح السهول الصحراوية تكوينات رملية دقيقة تسمى حينئذن بالرقوق أو حجارة وحصى تسمى آنذاك بالعروق.


2-4- مجموعات وأشكال تضاريسية أخرى:
2-4-1- التضاريس الإلتوائية :

تتكون التضاريس الإلتوائية بفعل حركات بطيئة وعنيفة للطبقات الباطنية للأرض مما ينتج عنه تحول وضع الطبقات من أفقية إلى ملتوية في شكل طيات. وتتكون الطية من جزئين محدب ومقعر حسب سمك الطبقات الرسوبية وقوة الضغط ، يمكن التمييز بين أنواع من الطيات وهي المنتظمة والمائلة والمنكسرة والمنقلبة والزاحفة في هذا النوع الأخير تنفصل الطيات ويزحف بعضها على بعض مكونة تضاريس عنيفة كجبال الريف، وتعمل عوامل التعرية في التضاريس الإلتوائية على شكل العديد من الأشكال التضاريسية التي يمكن قرائتها من خلال الخريطة الطبوغرافية أبرزها :
- البهرات Combes : وهي منخفضات مستطيلة الشكل تتكون في أعالي المحدبات بعد تآكلها بعوامل التعرية.
- المقعرات المغلقة : وهي بهرات توسعة وتعمقة فانخفض مستواها إلى ما دون مستوى المقعرات المجاورة فتتحول تلك المقعرات إلى تضاريس بارزة ومشرفة.
- الأفاجيج Cluxs : وهي أودية عميقة تخترقها الأجزاء المحدبة لتـفصلها إلى شطرين ويكون قعر الإفجيج عند المستوى المقعر.
- التضاريس الأبالاشية : نسبة لجبال الأبلاش في شرق و.م.أ وتتكون من تعاقب منخفضات مستطيلة ضيقة وأعراف متوازية ومتساوية الإرتفاع تكونت بفعل عوامل التعرية التي أفرغت الأجزاء الهـشَّة وبرزت الأشكال الصلبة.


2-4-2-التضاريس البركانية:
البراكين ظاهرة جيولوجية تحدث في نقط متعددة من سطح الكرة الأرضية نتيجة اندفاع المواد المنصهرة والغازات المرافقة لها في أعماق الأرض بواسطة منفذ عمودي يسمى المدخنة وتسمى المواد المنصهرة بالصهارة وهي خليط من صخور تحت ضغط مرتفع ودرجة عالية من الحرارة، وتحتوي الصهارة أيضا على كميات هائلة من الغازات وعلى رأسها CO2.
وينتج عن وصول الصهارة إلى السطح تشكل أشكال تضاريسية معينة تعرف بالتضاريس البركانية مكونة من صخور متماسكة كالقذائف البركانية وهي عبارة عن جلاميد لافية تقذف بعنف في الهواء مصحوبة باللوبيات وهي أجزاء لافية ذات أشكال مستديرة صغيرة الجحم. الرماد هو غبار لافي يصعد إلى الأعلى. وعلى الرغم من أن النشاط البركاني بالمغرب محدود فإن هناك مؤشرات تدل على وجود هذا النوع من التضاريس ببعض جهاته خاصة بالأطلس المتوسط الهضبي، فبهضبة آزر تكسوا الصخور البركانية السوداء مساحات تمتد على 400 كلم كما تكثر بهذه المنطقة تضاريس على شكل تلال منعزلة ذات شكل مخروطي يصل ارتفاعها لأكثر من 200 متر تنتهي في الأعلى بانخفاض على شكل صخرة تشكل فوهة البركان ومن تم يمكن اعتبار هذه التلال براكين خامدة قديمة، وحول هذه التلال تنتشر كتل كبيرة من الضخور المفتتة مكونة من أجزاء دقيقة وكتل أخرى من صخر البازلت ، كما توجد مثل هذه التضاريس البركانية بتمحضيت غرب هضبة إفران، ومخروط كديات بهضبة الحاجب (إتكي).


2-4-3- التضاريس الكارستية : ( الحاجب الأبلاشية )
يوجد هذا النوع من التضاريس في المناطق التي تغطيها الصخور الكلسية وتنتج عن تحليل كميائي لهذه الصخور، ذلك أن الكلس صخر يتكون أساسا من كربونات الجير التي تتحلل عند ملامستها للمياه المحملة بثاني أوكسيد الكربون كما يتميز بنفاذية عالية مما يحول دون تواجد جريان سطحي، لذلك تكثر به الشقوق والمنخفضات المغلقة وغيرها. وتعتبر جبال الأطلس المتوسط الهضبي مجالا نموذجيا لانتشار هذه التضاريس بالمغرب، وعموما يمكن التمييز بين مجموعتين كبيرتين من الأشكال التضاريسية الكارستية.


2-4-3-1- التضاريس الكارستية السطحية :
ونميز داخل هذه المجموعة بين الأشكال الآتية :
- الهضاب الكلسية Gusses : وهي هضاب كلسية جرداء.
- الحرافيش Rxpier : وهي عبارة عن سطوح مكونة من أخاديد عميقة تفصلها نتوءات ذات قمم حادة (مسيلات).
- الجوبة Donline : وهو منخفض دائري مغلق ينتج عن اتساع الشقوق وعادة ما تكون به تربة حمراء غنية وقد تغمرها المياه فتصبح عبارة عن بحيرات أو ضايات ( ضاية أزيكزا) الأطلس المتوسط الهضبي.
- الجوبات المتلاحمة Ourala : وهو منخفض واسع ذو جوانب منعرجة ناتج عن التحام الجوبات فيما بينها بفعل التعرية الكيماوية.
- الدارة Polje : وهو أيضا منخفض مغلق لكنه يتميز باتساع كبير قد تتخلله تلال كلسية معزولة كما تخترقه مجاري سطحية صغيرة.
- الخانق الكلسي Canion : وهي أودية عميقة ذات سفوح دائمة.


2-4-3-2 الأشكال الكارستية الباطنية :
تنشأ هذه الأشكال بواسطة تسرب المياه السطحية عبر الشقوق إلى باطن الأرض ونشاط النحت الميكانيكي والكمياي الذي يرافقها مما يؤدي إلى تكوين كهوف ومغاور قد تجري بها أنهار أو تتخللها بحيرات وشلالات كما تلتسق بأراضيها وسقوفها أعمدة ناتجة عن تسرب الكلس المتحلل يسمى بالصواعد والنوازل، وبالإضافة إلى هذه الأشكال توجد بالتضاريس الكارستية الينابيع المتفجرة وتنشئ عن تجمع مياه غير طبقات الكلس فوق الطبقة الصخرية غير نافذة كالشيست أو الصلصال فتنفجر نحو الخارج وكثيرا ما تشكل هذه الينابع نقط لتركز البشر، وتجدر الإشارة في النهاية إلى أن قرائة الأشكال التضاريسية الكارستية الباطنية على الخرائط الطبوغرافية أمر غير ممكن بينما يمكن ضبط بعض أنواع التضاريس السطحية.


2-4-4- التضاريس الساحلية:
السواحل هي المناطق التي يتصل فيها البحر باليابسة وينتج عن هذا الإتصال أشكال تضاريسية متنوعة تسمى بالتضاريس الساحلية. ويعتبر النحث البحري أحد أهم العوامل في تشكيل التضاريس الساحلية، حيث يعمل نشاط الموج المستمر على انفصال الكتل الصخرية وتراجع الأجراف، وتتراكم الأجزاء الصخرية المفتتة عند قدم هذه الأجراف الميتة فتحول دون وصول الموج إليها مشكلة رصيف المد أو ما يسمى بمسطحات النحث البحري، بالإضافة إلى ذلك ينتج عن النحت الساحلي بواسطة أمواج التيارات الساحلية أشكال متعددة نذكر منها :
- الشواطئ الرميلة : الناتجة عن تراكم وانتشار الرمال الدقيقة في الأجزاء المنخفضة من السواحل المتصلة بالبحر قد تصبح كتبان إذا اتسع عرض الشاطئ فتعمل الرياح على نقلها نحو الداخل خاصة في حالة انعدام الغطاء النباتي.
- اللسان الساحلي : وهي عبارة عن شريط رملي ناتج عن ترسيب حمولة التيارات البحرية بينما تضعف قدرتها على النقل ، وقد تربط هذه الألسنة الساحلية بجزيرة مجاورة كما تمتد عند مصب خليجي بحري أو نهري فتكون بمثابة حاجز لفم الخليج.
- الأشرطة الساحلية : تتكون عندما يتصل لسانان ساحليان بشكل عام شبه كامل أو كامل فيغلقان مدخل الخليج البحري الذي يتحول إلى هور.
· الخور : وينشا عند مصبات الأنهار الكبرى التي تغمرها مياه البحر فيتشكل خليج نهري صخري.
· الهور : وهو عبارة عن مستنقعات ساحلية تمتد فوق أشرطة رملية بمثابة حواجر تفصلها عن مياه البحر.
· الدلتا : يتشكل هذا النوع من التضاريس الساحلية في مصبات الأنهار الكبرى كنتيجة لتراكم الرواسب الدقيقة التي تحملها هذه الأنهار.


تلعب التضاريس المتنوعة وطبيعة الصخور والإرتفاع والجريان دورا أساسيا في ظهور أشكال أخرى من التضاريس الساحلية أهمها:
· الخلجان والرؤوس البحرية : وتظهر عندما تكون التضاريس الإلتوائية عبارة عن طيات متعامدة مع خط الساحل أما إذا كانت هذه الطيات متوازية أو موازية له فتنتج سواحل صخرية مرتفعة .
· الغبة : وهي مصبات الأودية المتعمقة غمرتها مياه البحر.
· الفيورد : وهي أودية جليدية عميقة غمرتها مياه البحر في الفترة الجليدية ( الطغيان الفلاندري).
· الجوين صخري : وهي أودية كارستية جافة في المناطق الكلسية غمرتها مياه البحر.
· سواحل منقطعة : في شكل جزر أو أشباه جزر ظهرت بعد أن غمرت مياه البحر المقعرات بينما ظلت المحدبات تضاريس بارزة.

2-4-5- التضاريس الصحراوية :
تعمل الظروف المناخية القاسية بالمناطق الصحراوية على ظهور أشكال تضاريسية متعددة، فظاهرة التجوية الناتجة عن الإختلاف الكبير في المدى الحراري اليومي تؤدي إلى حدوث تفكك وتفتت في الصخور المكونة لهذه المناطق وتفتيتها إلى أجزاء صخرية يسهل نقلها لمسافات بعيدة بواسطة الرياح، ومن أهم هذه الأشكال :
- الحمادات : وهي هضاب صخرية مرتفعة وعالية حيث جردتها الرياح من التكوينات الرملية الدقيقة.
- العروق : وهي مساحات واسعة الإمتداد تغطيها الكتبان الرملية ويتنوع المظهر الخارجي لهذه الكتبان تبعا لاتجاه الرياح.
- الرقوق : وهي أسطح ممتدة تغطيها الرمال الخشنة وحصى تعجز الرياح عن نقلها.
- التلال المعزولة : وتتعرض للتآكل باستمرار بسبب النحت الريحي..
- النتوؤات أو الجبال البركانية.
- الأودية الجافة.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة